في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا ٱقَتَربَ يَسوعُ فَرَأَى ٱلمَدينَةَ بَكى عَلَيها. *
وَقال: «لَيتَكِ عَرَفتِ أَنتِ أَيضًا في هَذا ٱليَومِ طَريقَ ٱلسَّلام! وَلَكِنَّهُ حُجِبَ عَن عَينَيكِ. *
فَسَوفَ تَأتيكِ أَيّامٌ يَلُفُّكِ أَعداؤُكِ بِٱلمَتاريس، وَيُحاصِرونَكِ وَيُضَيِّقونَ عَلَيكِ ٱلخِناقَ مِن كُلِّ جِهَة، *
وَيُدَمِّرونَكِ وَأَبناءَكِ فيكِ، وَلا يَترُكونَ فيكِ حَجَرًا عَلى حَجَر، لِأَنَّكِ لَم تعرِفي وَقتَ ٱفتِقادِ ٱللهِ لَكِ». *
*
عندما كنت طفلاً كانوا يقولون لي أن خطايانا هي مثل شوك يُزاد على إكليل يسوع المسيح. دراسة اللاهوت – بعض اتجاهات اللاهوت – رمى هذه الصورة التقوية من النافذة باسم التنزه الإلهي… ولكن، فلنفكر مليًا، إذا كان الله متنزهًا عن الأهواء والشبق، هذا لا يعني أنه عديم ومتحجر “الشعور”. ففي كل الكتاب المقدس يظهر لنا إلهٌ متعاطفٌ ورحوم. ويسوع هو التجلي المتجسد لهذا الإله البعيد كل بعد عن إله الفلاسفة المتحجر. نعم، الله في أبديته لا يذرف دموعًا ولا يتوجع كما نتوجع نحن في لحمنا وجسدنا، ولكن أوريجانوس قد أصاب عندما قال أن “الآب نفسه غير منزه عن الألم، بل يعيش ألم الحب”. ألم الله ليس ألم الجسد والعواطف التي تجتاح وتفيض، هو ألم الحب، ذلك الحب الذي لا يمكن أن يكون لا مباليًا. دموع يسوع في هذا الإنجيل تضعنا أمام هذا السر المذهل. ولنذكر: إذا كان بإمكاننا أن نجعل يسوع يبكي، هذا يعني أن نستطيع أن “نعزّي الله”!