بعد أن أصدر البابا فرنسيس رسالته العامة حول العناية بالبيت المشترَك بعنوان “كن مسبَّحًا” بات من الضروري إدخال ما قاله حيّز التنفيذ بخاصة حين قال بإنّ رعاية البيئة يجب أن تكون مرتبطة بالعدالة الإجتماعية والعكس بالعكس. فكان المركز الكاثوليكي المتعدد الثقافات (CMC) هو السبّاق في تنفيذ هذه المبادرة. وكان لمدير سي أم سي أندري راسيل حديثًا في هذا الشأن: “إنّ المنشور البابوي يجمع الفقراء والبيئة معًا وهو بالضبط ما نقوم به حاليًا”.
في السنوات الفائتة، قام المركز بالعديد من الخطوات البيئية كجزء من مهمته لمساعدة كل من هم بحاجة. وكان قد أتى ذلك ردًا على الدخل المتدني والأقليات التي غالبًا ما تكون أول المتضررين نتيجة التدهور البيئي.
عام 2014، قام المركز الكاثوليكي المتعدد الثقافات بتثبيت نظام الألواح الشمسية على سطحها من أجل إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة. وقال روسيل: “إنّ الألواح الشمسية هي طريقتنا الخاصة التي فيها نقلل الضرر الذي نسببه للفقراء وللجميع. فمن خلال استخدام الطاقة المتجددة، يقوم المركز الكاثوليكي المتعدد الثقافات بتخفيض نسبة التلوّث وكل الضرر الناتج من توليد الطاقة التي تعمل بالفحم. وبهذه الطريقة، يقوم المركز بتوفير المال لمساعدة الفقراء وكل من هم الأكثر حاجة وحاليًا يعمل المركز على توسيع مشروع الطاقة الشكسية مع نهاية هذا العام وتركيب ألواح شمسية إضافية للقيام بالمزيد من المدخّرات.
وبالرغم من أنّ المنظمات الكاثوليكية لا تجد استعمال الطاقة الشمسية فكرة سديدة إلاّ أنّ البابا بندكتس السادس عشر لطالما أصدر العديد من التصريحات حول الإيمان الكاثوليكي والبيئة مشددًا على أهمية تركيب الألواح الشمسية في الفاتيكان عام 2008. إنّ مشروع الطاقة الشمسية في المركز الكاثوليكي المتعدد الثقافات يمنح الناس طريقة لعيش إيمانهم من خلال الإنخراط في مبادرة الحفاظ على البيئة الكاثوليكية بحسب ما أتى على لسان روسيل.
وفي هذا المجال نذكر ما قال البابا فرنسيس في رسالته البابوية كُن مسبَّحًا: “تمثّل التغييرات المناخية مشكلة عالمية ذات أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية وتوزيعية وسياسية خطيرة، وهي تشكّل إحدى أهم التحديات الحالية للبشرية. وستقع أسوأ التأثيرات، ربما في العقود القريبة القادمة، على الدول النامية. فالكثير من الفقراء يعيشون في مواقع تتأثر للغاية بالظواهر المتعلقة بالاحترار، حيث تعتمد معيشتهم بشكل أساسي على المحميات الطبيعية، والتي يُطلق عليها خدمات النظام الإيكولوجي، كالزراعة والصيد وموارد الغابات. وهم لا يملكون مواردًا اقتصادية أخرى تسمح لهم بالتأقلم مع التأثيرات المناخية أو مواجهة أوضاع مأساوية، كما يصعب عليهم الحصول على خدمات اجتماعية أو وقائية. على سبيل المثال، تسبب التغييراتُ المناخية هجرةَ حيوانات ونباتات، لا تستطيع التأقلم دائمًا، وهذا بدوره يلحقُ الضرر بالعوامل الإنتاجية المستخدمة من قبل الفقراء، والذين يجدون أنفسهم أيضًا مضطرين للهجرة، تتملكهم ريبة كبيرة بشأن مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. ” (25)