احتفلت الجمعية الخيرية الكاثوليكية في زحلة بعيدها الثلاثين بعد المئة في قداس احتفالي اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة وترأسه سيادة المطران عصام يوحنا درويش يعاونه الأب اومير عبيدي والشماس الياس ابراهيم، بحضور رئيس الجمعية كابي بريدي والأعضاء، الفنانة باسكال صقر التي شاركت الجوقة في خدمة القداس وجمهور غفير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها الجمعية بعيدها داعياً اياها الى مزيد من العطاء ومما قال ” أود التعبير عن امتناني لجميع العاملين في الجمعية الخيرية الكاثوليكية وجميع الذين يقدمون الدعم لها، إن كان بصلواتهم أم بدعمهم المادي أو المعنوي وللذين يساهمون في نشاطاتها.
تسعى الجمعية جاهدة لمساعدة الأشد فقرا أو عوزا وحاجة من أبناء زحلة، ولكن بنفس الوقت نريد أن تسعى الجمعية إلى شد الناس من خلال نشاطاتها إلى المسيح.
عمل الجمعية يتطابق مع نداء قداسة البابا فرنسيس عندما اختار أن تكون هذه السنة، سنة الرحمة الإلهية، فالمسيح يدعونا الى المحبة والرحمة بشكل ملموس من خلال مواقف وأعمال حسية تظهر وجه المسيح. وأعمال الرحمة التي نقوم بها تكون لنا منبع للفرح والصفاء والسلام.”
واضاف ” الرحمة لا تعني أن نهتم بالفقراء فقط فهناك فقر آخر أصعب بكثير من الفقر المادي، الفقر في الأخلاق، في التعاطي مع الآخر، في فهم الآخر، في الانفتاح وفي السعي الى التلاقي.. إن أسوأ أنواع الفقر كما تقول القديسة تريزا “كالكوتا هو “عدم معرفة المسيح، وأنه إن فتحنا أعيننا ونظرنا حولنا، سنرى أن الناس من جميع أنحاء العالم يفتقرون الى الله”.
هناك وجه آخر للرحمة وهو المغفرة، وهي علامة قوة تنبع من علاقتنا مع الرب، فالمغفرة هي ميزة من ميزات الرب.. ونكتشف في الأمثال التي أعطاها يسوع كم الرب هو رحيم وغفور ومحب للبشر”
وتابع درويش ” نعيش في هذه الأيام في مجتمع فقد الرحمة وفقد مفهوم المغفرة: مجتمع متسلط، متشاوف ومستغل للآخرين ومجتمع همُّه أن يُشهّر بالآخرين وأسهل وسيلة اليوم للتشهير والافتراء والكذب هي التواصل الاجتماعي… عقليتنا صارت بعيدة عن نظرة الله وصارت كلمة رحمة تزعج أسياد الأرض وقساة القلب والمتسلطين والساعين الى الزعامة، فلم يتركوا في قلبهم مكانا للرحمة.
الكنيسة تريدنا اليوم وتحثّنا لنظهر في تصرفاتنا رحمة الله: في اقوالنا وأعمالنا، في رعايانا مع الأطفال، مع الشبيبة، مع حركاتنا الرسولية، مع العائلات، مع الفقراء والمحتاجين، الرحمة عند الجمعيات الخيرية، في مدارسنا وجامعاتنا..”
وختم درويش عظته بالقول ” الجمعية الخيرية الكاثوليكية هي لكم ومنكم وتنتظر منكم أن تكونوا سندا لها لتكمل رسالتها. لكن بنفس الوقت على الجمعية أن تكون حاضرة أكثر في المجتمع وبخاصة مع الفقير والمحتاج وأن تعيد النظر في طرق العمل التي تُتّيع حتى الآن فالعمل الاجتماعي والخيري تطور كثيرا وعلينا أن نواكب هذا التطور.”
بعد القداس انتقل الحضور الى الصالون حيث اقيم كوكتيل للمناسبة.