في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَفَعَ يَسوعُ طَرفَهُ، فَرَأى ٱلَّذينَ يُلقونَ هِباتَهُم في ٱلخِزانَة، وَكانوا مِنَ ٱلأَغنِياء. *
وَرَأى أَرمَلَةً مِسكينَةً تُلقي فيها فَلسَين. *
فَقال: «بِحَقٍّ أَقولُ لَكُم إِنَّ هَذِهِ ٱلأَرمَلَةَ ٱلفَقيرَةَ أَلقَت أَكثَرَ مِنهُم جَميعًا. *
لِأَنَّ هَؤُلاءِ كُلَّهُم أَلقَوا في ٱلهِباتِ مِنَ ٱلفاضِلِ عَن حاجاتِهِم. وَأَمّا هِيَ فَإِنَّها مِن حاجَتِها أَلقَت جَميعَ ما تَملِكُ لِمَعيشَتِها». *
*
هل أخطأ الآخرون لأنهم لم يفعلوا ما قد فعلته الأرملة، ولم يضعوا كل ممتلكاتهم في كنز الهيكل؟ لا أعتقد أن هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا. نحن مدعوون بالحري أن نسأل نفسنا: ما الذي يميز ما فعلته الأرملة؟ لماذا لفتت انتباه يسوع؟ – لأن ما قامت به هو بادرة كرامة وغنى داخلي. لأن ما قامت به يكشف عن سخاء يتميز به عادة من هو فقير ماديًا، ورغم فقره يعرف أن يقاسم الآخرين القليل الذي لديه. يكشف عن ثقة بذلك الذي يهب كل إنسان خبزه اليومي. يكشف عن مفارقة الحب الذي بقدر ما يهب نفسه يجد نفسه وينمي.