في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «يَبسُطُ ٱلنّاسُ أَيدِيَهُم إِلَيكُم، وَيَضطَهِدونَكُم، وَيُسلِمونَكُم إِلى ٱلمَجامِعِ وَٱلسُّجون، وَتُساقونَ إِلى ٱلمُلوكِ وَٱلحُكّامِ مِن أَجلِ ٱسمي. *
فَيُتاحُ لَكُم أَن تُؤَدّوا ٱلشَّهادَة. *
فَٱجعَلوا في قُلوبِكُم أَن لَيسَ عَلَيكُم أَن تُعِدّوا ٱلدِّفاعَ عَن أَنفُسِكُم. *
فَسَأوتيكُم أَنا مِنَ ٱلكَلامِ وَٱلحِكمَةِ ما يَعجِزُ جَميعُ خُصومِكُم عَن دَفعِهِ أَوِ نَقضِهِ. *
وَسَيُسلِمُكُمُ ٱلوالِدونَ وَٱلإِخوَةُ وَٱلأَقارِبُ وَٱلأَصدِقاءُ أَنفُسُهُم، وَيُميتونَ أُناسًا مِنكُم، *
وَيُبغِضُكُم جَميعُ ٱلنّاسِ مِن أَجلِ ٱسمي. *
وَلَن تُفقَدَ شَعرَةٌ مِن رُؤوسِكُم. *
إِنَّكُم بِثَباتِكُم تَكتَسِبونَ أَنفُسَكُم. *
*
عندما قرأت هذا الإنجيل، جاء فورًا إلى خاطري أن كلمات يسوع لا ترتبط فقط بزمنه، بل تمتد من الزمن الرسولي حتى أيامنا، حتى انتهاء الدهر… تمتد، بكلمات أخرى، من الزمن الذي كانوا يصرخون فيها “المسيحيون للأسود”، إلى اليوم حيث يقوم العملاق الصيني بتدمير الكنائس، والإرهابي الداعشي بتدنيس البيوت وقصف المسيحيين، وصولاً إلى الاضطهادج الأبيض و “المدني” في أوروبا، حيث يقوم الكثير من السياسيين بعمل مناهضة واضطهاد منهجي للمسيحيين فيجهدون لإزالة الصلبان من الصفوف، وإلغاء التعليم المسيحي في المدارس ومنع شعارات الميلاد والفصح بحجة أنها تؤذي مشاعر غير المؤمنين… هذا الكره نحو المسيحيين ليس جديدًا، وهو يتجذر في ما يقوله يسوع: “سيكرهونكم لأجل اسمي”. وفي هذا الصدد تبقى آنيةً جدًا كلمات الرسالة إلى ديوغنيتس: “الجسد يحارب النفس، رغم أن النفس لا تؤذيه، لأنهم تحول دون انغماسه في الملذات، والعالم يكره المسيحيين لا لأنهم أساءوا إليه، وإنما لأنهم يعارضون ما فيه من لذات”. وأود، لو أمكن، أن أستبدل كلمة لذات – أقله في الإطار الغربي – بكلمة “العدم”. نعم، الغرب (الذي أعيش فيه منذ صغري) يرفض المسيحية لا لأجل قيم، بل لأجل انعدام القيم، لأجل عدمية ستسحقه إذا لم يفيق.