زار اليوم البابا مكتب الأمم المتحدة في نيروبي ووجّه كلمة إلى الحاضرين بعد أن رحّب به المدير العام لمكتب الأمم المتحدة وننقل إليكم أبرز ما قال: “إنني أشكركم على الدعوة التي وُجِّهت إلي وعلى كلمات الإستقبال الحارة وأشكر المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي على كلمته اللطيفة والترحيب الحار بي. إنها لمناسبة لكي أوجه شكري إلى كل الحاضرين والإداريين والعاملين في القارة الأفريقية. أحيي برامجكم وجهودكم بمساعدة المحتاجين… “
ثم أضاف: “أنا أشجعكم على عمل التنمية التي تقومون به وجهودكم من أجل إنماء الطبيعة والإنسان وهذه هي دعوة لكل حكومة في القارة الأفريقية لكي تسعى للحفاظ على البيئة من دون استنزاف مواردها بطريقة جشعة. ومن هنا أكرر ندائي من أجل حماية البيئة والإنسان والأرضية التي يستند إليها في مختلف مراحل حياته. ثمّ إنّ سعي الأمم المتحدة من أجل تنفيذ البرامج من أجل معالجة المتألمين لهو حل للبيئة وإلاّ من دون هذه الحلول لكنا نسير نحو نتائج كارثية للبيئة تودي بالخليقة نحو الأسوأ”.
وزاد قائلاً: “إنها لجريمة كبرى نرتكبها بأعمالنا وبرامجنا الإقتصادية. وهي مسيئة للعالم كله. لذا علينا أن نتصرف بحكمة ونحافظ على هذه الموارد التي منحنا إياها الله… إنّ جشع الإنسان والعمل الصناعي في العالم جعل الاحتباس الحراري ضارًا وخطيرًا بالأخص ارتفاع نسبة الكربون وهذا يشكل خطورة على الأرض والخليقة على اختلاف تنوّعها. علينا أن ننتبه إلى ذلك حتى لا نقع في الخطيئة الكبرى والهوّة التي لا يمكن الخروج منها. علينا أن نتنبّه جيدًا على برامج مؤسساتنا وإداراتنا وهذا يحصل بالإتحاد فيما بيننا وتوحيد كلماتنا وخططتنا لمواجهة هذا التلوّث القائم على مختلف الأصعدة”.
وأشار البابا إلى حقيقة قيام صعوبات حيال مواجهة هذا الاحتباس الحراري وهذا يتطلب تضحيات واستقلالية عن أنانياتنا ويؤكد أنّ هذه المسألة تتطلب جهودًا وتخليًا عن أنانياتنا وعن أنانية بعض الأنظمة ويدعو الجميع إلى تحمل المسؤولية بحسب الحاجات التي هي قائمة خاصة على الصعيد الإقتصادي والتي لا يمكن التنصّل منها وهذا يدعونا إلى إعادة النظر بكل البرامج وبكل المواقف.
هزّ البابا الضمائر من أجل احترام كرامة الخليقة بالحفاظ على هذه الطبيعة وعلينا أن نتّبع بعدًا جديدًا من الثقافة والحياة حتى يستفيدوا من هذه الطبيعة التي أوجدها الله. علينا أن نعتاد على أنماط جديدة تحدّ من تلوّث البيئة وتخفف من الأخطاء التي ارتكبناها بحق الطبيعة. إنه لتحدّ كبير! هذا ما تدعونا إليه الطبيعة اليوم من جديد.
ويدعو البابا إلى ثقافة جديدة في الإستهلاك وإلى عملية استهلاك وأن نتبّه إلى حاجات الآخرين ومعاناتهم في مجتمعاتهم. علينا أن نعود لعيش ثقافة جديدة وأن لا نسمح بأن تحصل عبودية جديدة خاصة بأنه يوجد مجتمعات تعيش البؤس ومجتمعات أخرى هي استهلاكية غير مبالية.