خضره : التربية الصحيحة تكمن بالتخاطب الثقافي وتطوير التواصل الإنساني
قصاص : الكلمة أقوى من الحقد والفكر يمحو عتمة الظلمات
زيدان : الخلافات السياسية الداخلية تُعطّل حياة الوطن
برعاية الكاردينال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً براعي أبرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان افتتح الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة– لبنان (أوسيب لبنان) المعرض المسيحي الرابع عشر في صالات دير مار الياس – انطلياس ، وتمحورت الكلمات حول أن المعرض هو بمثابة صرخة بوجه المخاوف التي يعيشها اللبنانيون، هو صرخة ثقافة سلام جديدة، مبنية على أسس جديدة لا سيما منها التنوّع وقبول الآخر والإنفتاح على كل الثقافات والحضارات ووقف الحروب والتقاتل. وركّزت الكلمات على أهمية نشر الثقافة الفكرية وتربية الأجيال على القيم الانسانية والأخلاقية والتواصل مع الآخر بروح المحبة والأخوة .
حضر حفل الافتتاح الى المطران زيدان وزير الاعلام رمزي جريج ممثلاً بالأستاذ أندريه قصاص ، رئيس التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل ممثلا بالأستاذ غابي جبرايل، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الشيخ سامي الجميل ممثلا برئيس مجلس الإعلام في حزب الكتائب ساسين ساسين، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ممثلا بالاستاذ شادي سعد، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلاً بالإعلامي طوني مراد ، رئيس حزب حركة الإستقلال الأستاذ ميشال معوض ممثلاً بالسيد جوني نمنوم، رئيس جبهة الحريّة الأستاذ غسان أبو جودة ، مدير عام الأمن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص ممثلا بالمقدّم جرجس ابو ناضر، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعقيد قاسم أبو همين ، مدير المخابرات في قيادة الجبش العميد الركن إدمون فاضل ممثلا بالعقيد الركن ميلاد النغيوي، مدير عام المديرية العامة لجهاز أمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالنقيب جوزف غفري، مدير عام الدفاع المدني ريمون خطار ، المطران جورج اسادوريان راعي بطريركية كيليكيا للأرمن الكاثوليك، المطران مار ثاوفيليوس جورج صليبا راعي أبرشية جبل لبنان للسريان الارثوذكس، مطران الكلدان ميشال قصارجي ، المطران ميشال عون راعي أبرشية جبيل المارونية، المطران الياس نصّار ممثلا بالأب نادر أبي نادر ، الأباتي داوود رعيدي رئيس عام الرهبانية الانطونية ممثلا بالأباتي أنطوان راجح، رئيس دائرة شؤون الموظفين في مجلس الخدمة المدنية الأستاذ أنطوان جبران، رئيس مجلس إدارة المعهد الوطني للإدارة العامّة الدكتور جورج لبكي، مدير عام المديرية العامّة للنفط المهندسة أورور فغالي ، مدير عام الشؤون العقارية بالإنابة السيد جورج المعراوي، مدير عام إدارة المناقصات في ديوان المحاسبة لرئاسة الوزراء جان العليّة ، مدير عام إداري في التفتيش المركزي الدكتور مطانيوس الحلبي، مدير عام مصلحة الأبحاث العلميّة الزراعية الدكتور ميشال أفرام ، مدير عام المديرية العامة للحبوب والشمندر السكري السيّد حنا العميل، ، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب ممثلاً بالصحافي بيار عطاالله ، رئيسة الجامعة العربية المفتوحة في انطلياس الدكتورة فيروز سركيس وحشد من الرئيسات العامات والفعاليات السياسية والاقتصادية والمصرفية والتربوية والاعلامية وغيرها.
خضره
النشيد الوطني افتتاحاَ ثمّ كلمة ترحيبية من الاعلامي ماجد بو هدير فكلمة رئيس الاتحاد الأب طوني خضره الذي قال :” مؤتمرات ولقاءات دولية تعقد هنا وهناك، واقتراحاتحلول، ويبقى عالمنا مضطرب وخائف. إن سفك الدماء والبربرية والعمليات الحربية التي تقع ، كلها ظواهر لحقيقة واحدة تتلخص في عدم قبول الآخر والتنوع ! وبذلك نكون قددخلنا مرحلة جديدة من التاريخ اليوم والآتي أعظم بكثير. حينها لا أزيز الطائرات الحربية سيفيد، ولا السلاح المتطوّر سيحمي . وبما أن الحروب تبدأ في الضمائر والعقول ، لنيكون الحلّ إلاّ بالمقاومة الفكرية والثقافية وتربية الأجيال على سلّم من القيم الانسانية الاساسية التي في طليعتها الحرية والعدالة والمعرفة العلمية وقبول الاخر على الرغم منكل الاختلافات”.
وأضاف :” لذلك نحن “أوسيب- لبنان” المنضوي في إتحاد أورا الذي يضم إلى أوسيب- لبنان ،لابورا،نبض الشباب وأصدقاء الجامعة اللبنانية نصرّ على استمرارية هذا المعرض ، مع كل ما يتضمنه من النشاطات الفكرية والفنية والثقافية ، لأن الجواب الملائم على المعضلات المطروحة امامنا هو في إذكاء الوعي الإنساني لها في ضمير اجيالنا ، لا في الانعزال والانطواء على الذات” .
وأكد الأب خضره أن “الحلّ في التربية الصحيحة في اطار العائلة والمدرسة والجامعة والساحة الاجتماعية والوطنية الواسعة والتربية على حقوق الانسان وعيشها في مختلف ساحات الحياة وأن يقبل الإنسان أخاه الإنسان، مهما تعددت الاديان والاعراق والثقافات وقبول الآخر والتنوع الفكري والتخاطب الثقافي وتطوير التواصل الإنساني”.
ورأى أن الدور الأساسي لمسحيي لبنان والمشرق يكمن
في ما يقدمونه من نماذج رائدة في الفكر المتنوّع والثقافة ، وخدمة المحبة والشراكة والسلام ، وممارسة الديمقراطية الحقّة”، سائلاً :” أين نحن اليوم مما نعانيه من أمور كثيرة عندنا ، وماذا فعلنا لكي نستحق هوية أبناء “لبنان الرسالة؟”
ولفت خضره الى أن “الخيار الوحيد والفاعل لنا اليوم هو التربية على التنوّع والسلام في مؤسساتنا ومعالجة أسباب النتائج التي نحصدها. كما يلاحظ أوسيب لبنان، بإن الإعلام الغربي الموّجه يقوم بتقوية النزاعات الطائفية والدينية ويستعمل الإعلام خاصة باللغة العربية لتزكية الخلافات والتفرقة بين الأديان والشعوب، وكأن المشكلة طائفية وعنصرية لا علاقة للغرب فيها، لذلك فإن الإعلام اللبناني والعربي عموماً والإعلام المسيحي خصوصاً في لبنان، عليه أن يسأل أيّ قيم يسوّق مقابل هذا الإعلام الغربي؟”.
وأشار الى “إن إعلامنا بحاجة إلى ثقافة وفكر منوّر، لا بل هو بحاجة إلى نهضة إعلامية نوعية تساهم في توعية أجيالنا، وإن المطلوب من الإعلام المسيحي بالتحديد دور رائد في صدّ هذه الأفكار والوقوف أمام كل المؤامرات الحاصلة حولنا وهذه هي المقاومة الحقيقية لما يحصل اليوم في كل العالم. الحرب تربح بالإعلام أولاً، والكل يربح لأنه يعطي الاعلام حقه ولو بصورة مقلوبة ، ونحن نخسر لأن إعلامنا لا يحمل دائماً قضية شعبنا”.
وتطرق الى النشاطات المتنوعة التي سيشهدها المعرض على مدى عشرة أيام .
وختمّ :” لنعد رواد حضارة وأصحاب خيارات بناءة، واليوم التحديّات كثيرة أمامنا، والآمال معقودة علينا والعالم ينتظر منا الكثير. فهل نقابل كل ذلك بالانتقادات واللامبالاة والانقسامات والتفكير فقط بحلّ مشاكلنا الداخلية ؟ فلنكن رواداً في الديمقراطية وننتخب رئيس جمهوريتنا وباقي المسؤولين، فلنكن رواداً في أزمة النفايات بتنفيذ مشروع واحد مثالي في مناطقنا، فلنكن رواداً في حلّ أزمة الكهرباء، فلنكن رواداً في كل تحديّات اليوم”.
قصاص
وألقى ممثل وزير الاعلام الأستاذ أندريه قصاص كلمة أكد فيها أنه “في زمن البغض والحقد والقتل يثبت المعرض المسيحي، وللسنة الرابعة عشرة على التوالي، أن الغلبة في النهاية هي للفكر وليس للغرائز، وأن النور سيمحو في النهاية عتمة الظلمات مهما طال أمدها، وان إرادة الحياة ستكون هي الأقوى. وقال :”مشهدان متناقضان، في الشكل والمضمون. الأول دموي حاقد، والثاني مضيء ومستنير. واحد يزرع الرعب والموت. والأخر يدعو إلى المحبة والتسامح.هناك تعصّب ورفض للآخر. وهنا انفتاح وتقبّل لهذا الآخر، أياً يكن.في المقلب الآخر ظلامة يقابلها نور متوهج. في البعيد تشويه للحقائق والقيم. وفي الأقرب اصالة وتجدّد”.
وأضاف قصاص :” بهذه المشهدية يُفتتح المعرض المسيحي الرابع عشر، حيث للكلمة، التي هي البداية والنهاية، مكانتها في حوار مستمر للإرتقاء إلى مستوى قضايا الإنسان اينما وجد، وأياً كان لونه أو عرقه أو انتماؤه الجغرافي أو دينه”. وتوجه الى الاتحاد الكاثوليكي للاعلام بأنه “أثبت ومن خلال سلسلة معارضه الناجحة، أن العزائم تأتي على قدر أهل العزم، وأن المصاعب تهون متى بلغت الارادات الصلبة أهدافها”، معتبراً أن “الكلمة هي البداية والنهاية، وهي باقية، راسخة، متجذرة، ولن تقوى عليها أبواب الجحيم”.
وختمّ قصاص :” سلاح المعرض كلمة طيبة تخرج من القلب لتصيب في القلب والوجدان… وما عدا ذلك فسراب وأوهام. هم زائلون والكلمة التي تفعل فعلها باقية ما دام في الأرض مؤمنون بأن المحبة أقوى من الحقد والضغينة”.
زيدان
الى كلمة ممثل البطريرك المطران زيدان الذي قال :” يأتي هذا المعرض وسط قضايا أساسية كثيرة مطروحة على بساط البحث لا سيما منها العنف المتفلتمن أي ضوابط في لبنان والعالم ، والشلل والتفكك اللذين يقوضان أساسات الدولة اللبنانية ويقعدانها عن القيام بأبسط واجباتها تجاه مواطنيها، هذا النوع من العنف بيئاته متنوعة وإن كان في الاعلام منسوباً الى جهات اسلاموية ، فالاسلام الحق منه براء”، مضيفاً :”بالرغم من وجود بعض النصوص الدينية التي تُستعمل لتبرير العنف يجب أن نرفض بقوة تحويل كل حدث ارهابي الى مناسبة لتأكيد الصورة النمطية التي يُراد منها شيطنة الاسلام وتكريس تلازمه مع العنف. ويجب علينا مسيحيين ومسلمين القيام برد فعل متوازن لرفض الارهاب “.
وأكد المطران زيدان أنه “يقتضي منا جميعاً واجب التصدي لأسباب العنف ومعالجتها ومقاربتها على نحو متصالح مع مفاهيم حقوق الانسان ، وعلى المسيحيين والمسلمين بكل مرجعياتهم أن يعلنوا موقفاً صريحاً قاطعاً ومطلقاً يدينون فيه العنف العبثي المتفلت ويرفضون أي تبرير ديني مقدس لاهدار دم انسان آخر”، متخوفاً من “ارتفاع وتيرة العنف في لبنان لأن تحديات النازحين السوريين تكبر فوق أي قدرات متوافرة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية تزداد تعقيداً وخطورة “.
ولفت الى أنه “بالرغم من جهود الخيّرين من أبناء لبنان وتواتر الحوارات لا تزال الخلافات السياسية الداخلية مستفحلة تُعطل حياة الوطن ومؤسساته وتضرب اقتصاده في الصميم فيزداد الفقراء فقراً وتتضاعف صفوف العاطلين عن العمل ويطرق الجوع أبواب الكثيرين ولا من يرعى مصالح الشعب والوطن”. ودعا السياسيين والأحزاب وقادة الفكر والرأي والمؤسسات الاعلامية الى “الاحتكام للعقل وا
لضمير والكفّ عن الاسهام في ابتكار الشروط والشروط المضادة ومنطق التعطيل ، فتسلم الممارسة الديمقراطية وتعود الحياة الى مؤسسات المجتمع والدولة فتتحقق المساواة والعدالة ، ويستطيع شعب لبنان أن يحلم بوطن رسالة يكون ساحة للتلاقي والحوار والوحدة بالتنوع”.
تخلل الافتتاح مقطوعات موسيقية من أوركسترا IPSM Chamber Orchestra بقيادة الأستاذ وليد جرمانوس ، ووقفة فنية بعنوان “بصمة لون من جرح الأيام” مع الفنان رودي رحمه .
وأخيراً ، قص شريط الافتتاح على أنغام فرقة Black & White .