استهل البابا كلمته في حي كانغيمي في نيروبي مشيراً الى أنه يشعر كما لو أنه في منزله وهو يشارك هذه اللحظات مع إخوته وأخواته الذين يحتلون مكاناً مميزاً في قلبه وفي خياراته، وأقر بأنه بينهم ليبين لهم أن أفراحهم وأحزانهم، تعاستهم ورجاءهم هي أمور تهمه وهو يعلم صعوبة ما يمرون به يومياً فكيف لا يستنكر الظلم الذي يعيشونه؟ شدد الأب الأقدس أولاً على الحكمة الموجودة في الأحياء الشعبية حيث يخيط الناس خيوط الانتماء الى المكان والتعايش مما يكسر حواجز الأنانية. يشرح البابا أن ثقافة هذه الأحياء المشرّبة بالحكمة لها مميزات ايجابية ويعبّر عنها من خلال قيم كالتضامن، وبذل النفس من أجل الآخر، وتفضيل الولادة على الموت، منح الفقير مكاناً في المنزل، مشاركة الخبز مع الجائعين…كل هذا يظهر لنا أن كل شخص بشري أهم من إله المال، وهنا شكر البابا الجميع لأنه أظهروا له بأن هذه الثقافة موجودة، فهنأ الحاضرين عليها أخبرهم بأن الرب لن يتركهم أبداً لأن درب الرب يبدأ في الضواحي، يبدأ من الفقراء ومعهم وويتوجه نحو الجميع.
على الرغم من كل ذلك قال البابا أن هذه الأمور لا تخفي الأمر الأساسي وهو تهميش هؤلاء الناس من قبل الأقليات الذين يحتلون السلطة ويبذرون بطريقة أنانية فيدفعوا بالناس الى اللجوء نحو هذه الضواحي المتروكة. الى جانب ذلك أضاف الحبر الأعظم أنه في أماكن أخرى يلجأ الناس الى شقق صغيرة ولكن إيجاراتها عالية وفي بعض الأحيان حين يلجأون الى أرض ما يسعى بعض الأشخاص لأخذ ثمنها منهم وصولاً الى حجز أقساط مدارس أطفالهم وهذا كله لأن الناس نسوا بأن الله منح الأرض لكل البشر ليعيش عليها الجميع من دون استثناءات. الى جانب ذلك تحدث البابا عن حرمان الناس هناك من أدنى البنى التحتية الضرورية الى جانب التلوث المستشري في الأماكن وأكد بأنه واثق أن الماء العذب لا يصلهم مشيراً أن حرمان أي عائلة من المياه تحت أي قانون موجود هو ظلم كبير بخاصة حين يحصل الأشخاص على ربح منه.
هنا أيضاً ألمح فرنسيس الى أن الوضع يزداد خطورة مع انتشار العنف والمؤسسات الإجرامية التي تستخدم الأطفال وتمتص دماءهم وأكد على أنه يقدّر كل ما تقوم به النساء الأمهات لحماية أطفالهن من هذه المخاطر. أما الحل بنظر البابا فهو الحصول على مدن تحوي الجميع من دون أي تمييزات والدين يوفي للأحياء الفقيرة بتقديم منزل، وأرض، وعمل للاشخاص وهذا واجب على الجميع. في هذا الإطار وجه البابا كلمته الى كل المسيحيين وبخاصة الرعاة ليعيدوا النبض الإرسالي أمام هذا الظلم والاهتمام بمشاكل الجميع ومرافقتهم في نضالهم.
ختم الأب الأقدس كلمته سائلاً الجميع الصلاة والعمل والإلتزام معاً لكي تحظى كل عائلة بسقف يحميها وبماء عذب تشربه وبأماكن نظيفة تعيش فيها…وكي يحصل كل حي على طرقات ومدارس ومستشفيات لكي يتمتع الجميع بالسلام والأمان فيعيشوا في كرامة إنسانية.