لم تكترث يومًا هيثر كينغ للأطباء وهو موقف لربما ورثته من والدتها التي كانت تتجنّب زيارة طبيب لمدة 30 عامًا تقريبًا. ولم يمضِ وقت طويل إلاّ أن اكتشفت كينغ أنها مصابة بمرض السرطان عندما مرّت بالصدفة لتقوم بصورة شعاعية لصدرها الأيمن. وما أن طلب الطبيب صورة أخرى ساورتها الشكوك التي تأكّدت فيما بعد.
تخبر كينغ لوكالة الأنباء الكاثوليكية كيف أنّ حياتها السابقة لم تكن متمحورة حول المسيح بل كانت تغوص بالمحاماة التي امتهنتها واستحوذت على وقتها فانجرّت لمعاقرة الكحول والتركيز على الذات منغمسة في أنانيتها.
لطالما كانت تخاف كينغ من هذا المرض “الخبيث” ولربما زيارتها في ذلك اليوم أثّرت فيها كثيرًا ودفعتها للقيام بخطوة نحو الله من خلال هذه اللحظة التحوّلية في حياتها. حاولت كينغ الاستعانة بعلاجات طبيعية كثيرة فانكبّت على القراءة والمطالعة من أجل فهم سر هذا المرض إنما لم تفلح. وتقول كينغ في هذا المضمار بأنها قررت أن تغيّر مسار حياتها وأن تقدّم كل ما تبقى لديها من الوقت للرب حتى أنها أصرّت أن تقدّم الموت كما الحياة للرب يسوع.
وقالت: “أردت أن أستسلم كليًا للرب ولا للموت والمرض” مستشهدةً بالقديس بولس الذي تحدّث كثيرًا عن الجهاد باحثة عن الأجوبة في عالمها، عالم القانون. في الواقع، منذ أن حصلت معها هذه الحادثة لم تكفّ كينغ عن البحث عن الحقيقة والتعمّق بالإيمان قائلةً: “كنت أفكّر دائمًا أنه إن حصل معي ذلك فسوف أخاف كثيرًا إنما مع الرب يكمن عنصر المفاجأة تمامًا مثل المرأة السامرية التي عادت بفرح إلى قريتها تصرخ: “أعتقد أني التقيت به! التقيت المسيح!”
مضى 15 عامًا على تشخيص كينغ للمرض ومنذ ذلك الحين لم يتفشَّ المرض إلى حياتها بل العكس تفشّى الإيمان في عروقها وتصرّ على القول لكل شخص أصابه مرض السرطان أن لا يخاف من الإصغاء إلى قلبه وروحه عندما يتعلّق الأمر باتخاذ القرارات الكبيرة. “عيش الإيمان هو أكبر بكثير منك حتى لو أنه يكمن ببساطة في قوة المحبة إلا أنه لا يُقاس إلاّ إذا واجهنا أمرًا عسيرًا”.