“ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وكل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض” (أع 1: 8) بهذه الكلمات استهلّ البابا عظته اليوم في خلال القداس الذي ترأّسه صباح اليوم السبت على نية الشهداء في أوغندا من ساحة المزار الكاثوليكي.
استذكر البابا شهادات الكثيرين ممن حملوا كلمة المسيح ونشروها وقد شهدوا من خلال حياتهم للمسيح ولمحبتهم للكنسية منذ أيام الرسل. كما تذكّر الشهداء الأنغليكان الذين من خلال أثبتوا مسكونية الدم من خلال استشهادهم للمسيح. “إنّ كل هؤلاء الشهداء غذّوا موهبة الروح القدس في حياتهم وشهدوا بحرية لإيمانهم بيسوع المسيح”.
ثم أضاف البابا بإنّنا نحن أيضًا وهبنا عطية الروح القدس حتى يجعل منه أبناء وبنات لله إنما أيضًا لكي نشهد ليسوع وأن نجعله معروفًا ومحبوبًا في كل مكان. لقد حصلنا على الروح القدس عندما ولدنا من جديد في المعمودية وتقوّينا من خلال مواهبه عند سر التثبيت. نحن مدعوون كل يوم لنثبّت حضور الروح القدس في حياتنا وأن “نوقد شعلة” موهبة محبته الإلهية حتى نصبح مصدر حكمة وقوة للآخرين”.
ثم قال البابا: “إنّ موهبة الروح القدس هي موهبة علينا أن نتشاركها. إنها توحّدنا كمؤمنين وأعضاء في جسد المسيح السري. نحن لا نحصل على موهبة الروح القدس لأنفسنا وحدنا بل لكي يبني كل واحد الآخر بالإيمان والرجاء والمحبّة. وهنا أتذكّر القديسين جوزف مساكا وشارل لوانغا اللذين يعد أن تمّ تبشيرهما أراد أن يمررا هذه الموهبة التي حصلا عليها للآخرين. وقاما بذلك في أوقات خطيرة. ولم تتعرّض حياتهما للخطر فحسب بل حياة الفتيان اللذين كانا يهتّما بهم. وذلك لأنهما اتّكلا على إيمانهما وعمّقا محبتهما ليسوع، لم يخافا من إيصال يسوع للآخرين، حتى لو أنّ هذا الأمر كلّفهما حياتهما. إنّ إيمانهما أصبح شهادة واليوم تم تكريمهما كشهداء يواصل مثالهما بإلهام الشعب في كل أنحاء العالم”.
وتابع البابا ليقول بإنّ عطاء الروح القدس لا ينضب وهو لا يفرّق بين مسيحي وغير مسيحي بل هو عطية لكل مؤمن مؤكّدًا بأننا لا نحصل وحدنا على نعمة الروح القدس. وقال: “نحن بتكريمنا الشهداء في عملنا اليومي نكون مدعوون لأن نكون رسلاً للإنجيل وعلامة لأبنائنا وعائلاتنا ولكل هؤلاء الذين لا يعرفون الرب إنه تحد كبير نحو الآخر حيث ذلك يعلمنا المسامحة والمحبة وهذا ما تعلمناه أيضًا من أجدادنا المحبة والرحمة ومساعدة الفقراء والمسنين. إنّ سيرة الشهداء تجعلنا نشعر الفرح والإيمان وهذا أيضًا ما يدفعنا للعمل مع الآخرين بمحبة وسلام وأن ننظر بعين مليئة بالرجاء نحو المستقبل وتجاه المحتاجين الآكثر حاجة ومن أجل تحقيق العدالة ومن أجل الدفاع عن الحياة”.
وختم قائلاً: “أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، هذا هو الإرث الذي تلقيناه من الشهداء الأوغنديين، حياة مطبوعة بقدرة الروح القدس، حياة تشهد أكثر للقوّة التحوّلية التي يقدّمها لنا إنجيل يسوع المسيح. وهذه النعمة لا يجب أن تبقى كالجواهر في المتحف بل يجب أن نستخدمها ونعمل بها تجاه الأقرباء منا وكل الآخرين والعالم كله. إننا نسأل شفاعة العذراء سيدة الشهداء لترافقنا في حياتنا ووأن يوقد الروح القدس ناره فينا. آمين. Omukama Abawe Omukisa! ليبارككم الرب”.