التقى قداسة البابا فرنسيس عصر الجمعة في مزار القديس أندريا كاغوا في مونيونيو في أوغندا بمعلّمي التعليم المسيحي وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة استهلها بالقول: “معلّم!” ما أجمل هذا اللقب! يسوع هو معلّمنا الأول والأعظم. ويقول لنا القديس بولس أن يسوع لم يعطي الكنيسة فقط رسلاً ورعاة وإنما أيضًا معلّمين ليبني الجسد بكامله في الإيمان والمحبّة.
تابع الأب الأقدس يقول أنتم كمعلّمي التعليم المسيح تلعبون دورًا مهمًّا في حمل البشرى السارة إلى كل قرية وريف في بلدكم. أريد قبل كل شيء أن أشكركم على التضحيات التي تقومون بها مع عائلاتكم وعلى الحماس والالتزام اللذين من خلالهما تقومون برسالتكم المهمّة. أنتم تعلّمون ما علّمه يسوع، وتثقِّفون البالغين وتساعدون الأهل لينمّوا أبناءهم في الإيمان وتحملون للجميع فرح ورجاء الحياة الأبديّة. أشكركم على التزامكم وعلى المثال الذي تقدمونه، على قربكم من شعب الله في حياته اليوميّة وعلى الأساليب العديدة التي من خلالها تزرعون ثمار الإيمان في هذه الأرض الشاسعة بأسرها.
أضاف البابا فرنسيس يقول أعرف أن عملكم ليس سهلاً، ولذلك أشجّعكم على الاستمرار وأطلب من أساقفتكم وكهنتكم أن يساعدوكم من خلال تنشئة عقائديّة وروحيّة وراعويّة بإمكانها أن تجعلكم على الدوام أكثر فعالية في عملكم. إن الروح القدس حاضر حيث يتمُّ إعلان اسم المسيح. هو في وسطنا في كل مرّة نرفع فيها القلوب والعقول إلى الله في الصلاة وسيعطيكم النور والقوة اللذين تحتاجانهما! إن الرسالة التي تحملونها ستتجذّر بعمق أكثر في قلوب الأشخاص عندما تكونون شهودًا أيضًا وليس معلمين وحسب. ليُظهر مَثَلكم للجميع جمال الصلاة وقوة الرحمة والغفران وفرح مشاركة الافخارستيا مع جميع الإخوة والأخوات.
تابع الأب الأقدس يقول إن الجماعة المسيحية في أوغندا قد نمت جدًّا بفضل شهادة الشهداء. لقد قدّموا شهادة للحقيقة التي تُحرّر؛ وكانوا مستعدين ليسفكوا دماءهم ليبقوا أمناء لما كانوا يعرفون أنه صالح، جميل وحقيقيّ. نحن اليوم هنا في مونيونيو في المكان الذي قرّر فيه الملك موانغا قتل أتباع المسيح. لكنّه لم ينجح تمامًا كما لم ينجح الملك هيرودس بقتل يسوع. فالنُّورُ يَشرِقُ في الظُّلُمات والظُّلُمات لَم تُدرِكه (يوحنا 1، 5). وبعد أن رأى المسيحيّون في أوغندا الشهادة الشجاعة للقديس أندريا كاغوا ورفاقه أصبحوا أكثر اقتناعًا بوعود المسيح.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لينل لكم القديس أندريا، شفيعكم، وجميع معلمي التعليم المسيحي الأوغنديين الشهداء نعمة أن تكونوا معلمين، رجالاً ونساء تفيض كلماتهم بالنعمة وبشهادة مقنعة لبهاء حقيقة الله وفرح الإنجيل! “Omukama Abave Omukisa” ليبارككم الله!