غادر قداسة البابا فرنسيس نيروبي متوجّها إلى أوغندا عند الساعة الثالثة والنصف بالتوقيت المحلّي ليصل إلى مطار إينتيبي الدولي في أوغندا عند الساعة الرابعة والخمسين دقيقة عصرا بالتوقيت المحلي وكان في استقباله على أرض المطار ممثلون عن السلطات المدنية والدينية في طليعتهم رئيس الجمهورية يويري كاغوتا موسيفيني ورئيس أساقفة كامبالا المطران سيبريان كيزيتو لوانغا. وبعد أن أُقيمت مراسم الاستقبال الرسميّة غادر البابا المطار وتوجه بالسيارة إلى مقر رئاسة الجمهورية حيث قام الأب الأقدس بزيارة مجاملة لرئيس الجمهورية تلاها لقاء مع الممثلين عن السلطات المدنية وأعضاء السلك الدبلوماسي، ألقى خلاله البابا فرنسيس كلمة استهلّها بالقول إن زيارتي لبلدكم تأتي أولاً للاحتفال بالذكرى الخمسين لإعلان قداسة الشهداء الأوغنديين من قبل سلفي البابا بولس السادس. لكنني آمل أن يشكل حضوري أيضًا علامة صداقة واحترام وتشجيع لجميع سكان هذه الأُمَّة الكبيرة.
تابع الأب الأقدس يقول إن الشهداء الكاثوليك والأنغليكان هم أبطال وطنيين حقيقيين، ويقدّمون شهادة للمبادئ التي يُعبّر عنها شعار أوغندا: من أجل الله وأجل بلدي. هم يذكروننا بأهميّة الإيمان والاستقامة والالتزام من أجل الخير العام في الحياة الثقافية والاقتصاديّة والسياسيّة في هذا البلد. كما يذكروننا أيضًا، وبالرغم من اختلاف معتقداتنا وقناعاتنا، أننا جميعنا مدعوين لنبحث عن الحقيقة ونعمل من أجل العدالة والمصالحة ونحترم بعضنا بعضًا ونحمي بعضنا بعضًا ونساعد بعضنا بعضًا كأعضاء في العائلة البشريّة الواحدة.
أضاف الحبر الأعظم يقول تريد زيارتي أيضًا أن تلفت الاهتمام نحو أفريقيا ككل، على الوعد الذي تمثله وعلى رجائها وكفاحها وإنجازاتها. فالعالم ينظر إلى أفريقيا كقارة الرجاء. إن الله قد بارك أوغندا بموارد طبيعية وافرة وأنتم مدعوون لتدبّروها كحراس مسؤولين. لكن الله قد بارك هذه الأُمَّة من خلال شعبها وعائلاتها المتماسكة وشبابها. كم هو مهمّ أن نقدّم لهم الرجاء وإمكانيّة الحصول على تعليم ملائم وعمل مُربح ولاسيما إمكانية المشاركة في حياة المجتمع بملئها. لكنني أريد أن أذكر أيضًا البركة التي تنالونها من خلال المسنّين، إنهم الذكرى الحيّة لكل شعب.
تابع البابا فرنسيس يقول هنا في أفريقيا الشرقيّة، أظهرت أوغندا التزامًا هامًّا في استقبال اللاجئين وسمَحَت لهم بإعادة بناء حياتهم بأمان وجعلتهم يشعرون بالكرامة المتأتيّة من اكتساب معيشتهم بفضل عمل شريف. إن عالمنا يشهد لحركة هجرة للشعوب لم يسبق لها مثيل، والأسلوب الذي نواجه فيه هذه الظاهرة هو البرهان على إنسانيتنا واحترامنا للكرامة البشريّة ولاسيما عن تضامننا مع الإخوة والأخوات المعوزين.
وبالرغم من زيارتي الوجيزة، تابع البابا يقول، آمل بأن أُشجّع العديد من الجهود الصامتة التي تمّ القيام بها لمساعدة الفقراء والمرضى والأشخاص الذين يعانون من صعوبات مختلفة، ففي هذه العلامات الصغيرة يمكننا أن نرى روح الشعب الحقيقيّة. وخلص البابا فرنسيس إلى القول أرغب أن ألتقيكم وأن أقضي هذا الوقت معكم، وأصلّي لكي تكونوا على الدوام أنتم وشعب أوغندا الحبيب بأسره على مستوى القيم التي صقلت روح أمتكم.