عندما نجتمع للصلاة في كنيستنا الصغيرة ضمن الأسرة ، فنحن نصلّي متحدين بالكنيسة الجاثية ، ففي كلّ لحظة من شروق الشمس لغروبها ، ومن غروبها لشروقها تتصاعد الصلوات والإبتهالات . لسنا وحدنا ، بل إنّ صوتنا هو جزء من نشيد تسبيح وحمد لا ينقطع، تصعده الكنيسة جمعاء المنتشرة في أصقاع الأرض كلّها .
فالآلآف من الرهيان والراهبات والكهنة والأُسر والأفراد يرفعون إلى الربّ الذبائح الروحيّة والصلوات الحارّة ، ويذلك تأخذ صلاتنا ذلك البُعد العميق الذي يتجاوز حدودنا ليشمل الكنيسة جمعاء .
ثمّ بالكنيسة ، ومعها ، نتّحد بكلّ الساجدين للربّ في توجّه إنسانيّ شامل نحوه . هذا هو دَور الصلاة في حياتنا .
فهل بعد ذلك يأتي سأل ليقول : ما فائدة الصلاة ..؟ .
إنّ الصلاة هي الجسر الذي يصل الأرض بالسماء ، وهي انعطاف القلب نحو الأسمى والأعلى حيث ينبوع المحبّة والحنان والسلام الذي لا ينضب .
فهل تريدون الإنضمام إلينا والإشتراك معنا في الصلاة ..؟.
إذاً ، ضمّوا صوتكم إلى صوتنا ، قفوا معنا مساء كلّ يوم في حضرة الربّ ، في بيوتكم ، مع أبنائكم ، وتوجّهوا إليه بالصلاة . كونوا واثقين من أنّ الربّ سيكون في وسطكم ومعكم ، فقد قال له المجد : ” كلّما اجتمع اثنان باسمي انا أكون ثالثهم “، وهو القائل أيضاً : ” اسهروا وصلّوا لئلاّ تدخلوا في تجربة ” .
إنّ حضور الربّ في أُسركم سيبدّل كلّ شيء ، فسيحلّ سلامه وحنانه وحبٰه على عائلاتكم ، فتغدو العلاقة بينكم علاقة روحيّة وليست علاقة لحم ودم فقط . تعالوا لنجعل ، بقوّة حضور الربّ ونعمته ، قلوب أبنائنا هياكل للروح القُدُس ، وأسرنا كنائس صغيرة ملتحمة بكرمة الربّ …
تعالوا لنتعلّم المحبّة من الذي قال : ” ما من حُبّ أعظم من أن يبذِل الإنسان نفسه عن أحبّائه ” فجسّد قوله هذا بفدائه العظيم باسطاً يديه على الصليب متحمّلاً كلّ ضروب العذاب ، حتى الموت من أجلنا .
ما أشقانا إن لم نتمثّل ونقتدي به .. !
وما أسعدنا إن وضعنا كلّ صعوباتنا تحت صليبه ..!
عندئذٍ يسهل علينا تحمّل أعباء الحياة ، وننعم بالطمأنينة والسلام .