Maronite Patriarch Bechara Rai

Robert Cheaib - https://www.flickr.com/photos/theologhia/

عظة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي – في كنيسة الرعية المارونية

القديس فاندل فرنكفورت – الأحد ٢٩ تشرين الثاني 2015

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“طوبى لتلك التي آمنت ان ما قيل لها من قبل الرب سيتم”

 

٠١ طوّبت اليصابات مريم لانها آمنت بكلام الرب على لسان الملاك في البشارة ، بفضل هذا الايمان اصبحت ام  الاله المتجسد  الذي أعطاها كل ذاته. وهي بطاعة الايمان وهبته كل ذاتها  نفساً وجسداً ، بكامل حنان الأمومة ، فصارت لنا المثال في قبول   كلام الله الذي يولد الايمان، والمثال  في طاعة الايمان. 

٠٢ يسعدنا ان نحتفل  معا بهذه الليتورجيا  الالهية ، و بِاحياء زيارة  السيدة العذراء لنسيبتها اليصابات الحامل  بيوحنا  وهي في شهرها السادس . وقد مكست في بيتها  تخدمها مدة  ثلاثة اشهر  حتى ولادة يوحنا.  ويسعدها ان نلتقي بكم مع الوفد المرافق ،  وان نحيي كاهنكم الاب كابي جعجع  والإباء المرسلين  الذين يخدمون معه في الرعايا  والرسالات المارونية  اليوم الاب روجيه عبد المسيح  والاب بطرس مرعب. 

٣. نزور جاليتنا اللبنانية المارونية وسواها  والجاليات  الآتية من بلدان الشرق الاوسط  ولاسيما من سوريا العراق الجريحين  فتتفرد اوضاعكم  ونصلي من اجل إيقاف دوامة الحرب المدمرة  لبلداننا وشعوبنا . وايجاد الحلول السياسية لها بعيدا عن العنف ، وإحلال  سلام عادل وشامل ودائم في كل من سوريا  والعراق وفلسطين  واليمن وسواها من البلدان . 

ونصلي معكم أيضاً من اجل لبنان، لكي يمس الله ضمائر الكتل السياسية  والنيابة ، ليكونواعلى مستوى الواجب الدستوري المشرف ، فينتخبوا رئيس للجمهورية  جديرا  وعلى مستوى التحديات الراهنة ، بعد فراغ مخجل منذ سنة وسبعة اشهر ، تسبب بافقاد المجلس النيابي صلاحيته التشريعية بحكم الدستور ، وبتعطيل عمل الحكومة  غير القادرة على الحلول محل الرئيس بأربعة وعشرين رأسا . هذا فضلا عن الخلل في المؤسسات العامة ، والفساد المستشري ، واشتداد الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة ، وتفاقم الدين العام وتكاثر آفة الهجرة .

٠٤ في هذه الزيارة  بدأنا   ونواصل في الايام الثلاثة المقبلة لقاءات  مع السلطات  والمؤسسات الكنسية من اجل مزيد من الشركة الروحية والتضامن ، ومع سلطات مدنية وسياسية ، لحمل قضية لبنان وبلدان الشرق الاوسط  وتوضيحها على حقيقتها  وأبعادها ، من اجل دعمها  داخليا   وفي المحافل  الاوروبية والدولية .  

٠٥ عندما زارت مريم بيت  اليصابات حملت يسوع جنيناً في حشاها البتولي ، وبوجود الرب الجنين  اعطيت إليصابات  والجنين يوحنا هبة الروح القدس ، كما سمعنا في الإنجيل . فحيث مريم هناك المسيح ، وحيث المسيح هناك الروح القدس. 

في ضوء هذه الحقيقة  نفهم معنى وجود  كنيسة المسيح في بلدان الشرق الاوسط  والوجود المسيحي. نحن في تلك البلدان منذ ألفي سنة. وتلقينا سر المسيح وانجيله  من فم المخلص الالهي  والرسل الأطهار . وأرسينا في جميع البلدان الشرق أوسطية  الثقافة المسيحية ، قبل ظهور الاسلام  بستماية سنة .  وواصلوا مع المسلمين  الذين نعيش معهم منذ ١٤٠٠ سنة ، رسالتنا  المسيحية بكل قيمها  الروحية والثقافية  والأخلاقية والوطنية .  

٠٦ انها رسالة نحملها ونؤديها بكل مسؤولية ، من دون تراجع او خوف . بل نقول مصمّمين ان بلدان الشرق الاوسط تحتاج الى لغة غير لغة الحرب  والحقد والقتل والدمار . تحتاج الى انجيل العدالة والسلام . 

ليس الإنجيل كتابا بل هو الكلمة التي أخذت جسدا بشريا من مريم بقوة الروح القدس ، لخلاص العالم وفدائه  وليس المسيحيون في زيارة عابرة  في بلدان الشرق الاوسط ، بل هم فيها مقيمون ومواطنون أصليون واصيلون . 

اننا نصلي من اجل حماية هذا الحضور المسيحي لكي تنتعش بلداننا  تحت حماية العذراء مريم ، بنعمة المسيح  الفادية ، وبحلول الروح القدس المقدس والهادي . وفيما نلتمس هبة الايمان  والتزام  طاعة الايمان على مثال أمنا وسيدتنا مريم العذراء ، نرفع معها  نشيد المجد والتعظيم للآب والابن والروح القدس ، الان والى الأبد ، امين .

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير