مع انطلاق سنة الرحمة في 8 كانون الأول الماضي، بدأت الكنائس والمنظّمات الكنسية في الولايات المتّحدة الأميركية تضع برامج ونشاطات لاعتمادها طوال السنة المقدّسة، بحسب ما ورد في مقال إليزابيت إليوت على موقع ncronline.org الإلكتروني. وعلى مثال الأبواب المقدّسة التي فُتحت، تمّ تعيين كنائس أميركية ككنائس للحجّ، على أن تفتح رعيّة واحدة في كلّ أبرشيّة “باباً مقدّساً”.
لكنّ المميّز في أبرشيّة لافاييت وجود مقاربة فريدة من نوعها، أدخلت “وحدة للعناية الروحية” إلى برنامج السنة المقدّسة، وهي عبارة عن سيّارة إسعاف تمّ تحويلها إلى كرسي اعتراف متنقّل، مزوّد بمركع وحجاب.
والهدف من سيّارة الإسعاف الروحيّة تلك هو تنقّلها في شوارع الأبرشيّة للسماح للناس بالتقدّم من سرّ الاعتراف، تماماً كما يحصل في أيّ كنيسة، مع بثّ مسبحة الرحمة الإلهية والموسيقى الروحية خلال الاعترافات.
أمّا صاحب الفكرة فهو الأب مايكل شامباين من “جماعة يسوع المصلوب”، والذي قال إنّه يحاول منذ سنوات الحصول على سيارة إسعاف مستعملة لتحويلها إلى كرسي اعتراف متنقّل. وقد تمكّن هذه السنة، بمساعدة محسن، من شراء واحدة من موقع إيباي. وأكّد الأب شامباين أنّ أسقف لافاييت المطران مايكل جاريل بارك كرسي الاعتراف هذا بتاريخ 12 تشرين الثاني الماضي. وعن وجهات استعمالها، قال شامباين إنّ السيارة توقّفت أمام مأوى يضمّ 86 رجلاً، وأمام ملعب خلال مباراة مدرسية لكرة القدم. كما وأنّه من المقرّر أن تتوقّف أمام مدارس كاثوليكية ومأوى للمتشرّدين، وأمام سلسلة المتاجر خلال فترة الميلاد، مؤكّداً أنّ الفكرة ليست التشجيع على الكسل أو التقليل من قيمة السرّ، بل جعله بمتناول الجميع، خاصة من كانوا بعيدين عنه لبعض الوقت.
من الجدير بالذكر أنّ رعايا أبرشيّة أيوا ستقوم بعمل رحمة مشترك لمدّة 7 أسابيع بدءاً من 17 كانون الثاني المقبل، مع التركيز على إرواء عطش الظماء، فيما ستركزّ كنيسة القديسة مريم في نيو أولم – مينيسوتا، على إقامة حلقات لتعليم من نجوا من الاتجار بالبشر كيف يتابعون حياتهم، وأبرشية نيو أورلينز على حلقات الدعم والاستشارات للنساء اللواتي أجهضن. من ناحية أخرى، تنظّم شركات عديدة رحلات حجّ إلى روما وفرنسا وبولندا (على خطى القديس يوحنا بولس الثاني والقديسة فوستين)، فيما ستتولّى فيلادلفيا رعاية حجّ إلى مزار بازيليك الحبل بلا دنس في العاصمة واشنطن بتاريخ 23 نيسان، على أن يتمّ تنظيم مؤتمر “مدعوّون لعيش الرحمة في منزلنا المشترك” بين 23 و26 كانون الثاني المقبل. من ناحيته، ينوي المكتب اليسوعي لخدمة اللاجئين أن يُطلق حملة “الرحمة المتنقّلة” لجمع التبرّعات بهدف توسيع برامجه التعليمية.
