“أجيبوا على أزمة الدعوات بالصلاة المكثّفة!” هذا ما قاله البابا فرنسيس في أثناء لقائه بالمكرّسين والمكرّسات يوم أمس في الفاتيكان قائلاً بإنه هو بنفسه يُجرَّب بفقدان الأمل سائلاً الله: “ماذا يحصل؟ لِمَ رحم الحياة المكرَّسة هو مصاب بالعقم؟” في الواقع، لقد التقى البابا فرنسيس وبحسب ما أورد موقع cnstopstories.com بحوالى 5000 مشارك في اختتام سنة الحياة المكرّسة التي كانت قد بدأت في 30 تشرين الثاني 2014 وتنتهي اليوم 2 شباط في عيد دخول المسيح إلى الهيكل ويوم الحياة المشتَرَكة.
فضّل البابا أثناء المقابلة التي جمعته بالحاضرين أن يضع النص الذي أعدّه جانبًا مشيرًا إلى أنّ القراءة تشعر بالملل وانكبّ عوض ذلك على الحديث من القلب إلى القلب. وقال: “إنّ الطاعة في الحياة المكرّسة تختلف عن الطاعة في الحياة العسكرية فهي تكمن بإعطاء القلب للآخر والبحث عن تمييز ما يُطلَب منا. إن كانت القواعد أو المتطّلبات غير واضحة فعلى الواحد أن يسأل رئيسه للاستفسار وأن يطيع دائمًا الكلمة الأخيرة. هذه هي النبوءة ضد بذار الفوضى التي يزرعها الشيطان”.
وتابع: “ببساطة عندما يقوم الإنسان بكل ما يشعر به فهذه حال من الفوضى التي هي وليدة الشيطان وليس الله”. لم يكن يسوع فوضويًا لم يحرّض تلاميذه على محاربة أعدائهم فبينما كان يسأل الله أن يُبعد عنه هذه الكأس قال له في النهاية: لتكن مشيئتك!”. والأمر مماثل هنا، إن طُلب من الراهب أو الراهبة أن يطيعا شيئًا لا يروقهما فعليهما أن يبتلعاه مشيرًا إلى ذلك بحركة اليد قائلاً: “بما أنّ لغتي الإيطالية ضعيفة فعليّ أن أجسّدها بالمثل”.
وأضاف: “أن يكون الإنسان نبويًا يعني أن يخبر العالم ويُظهر له بأنه يوجد شيء أكثر صدقًا في العالم وأعظم وأفضل نحن مدعوون إليه”. ثم تابع البابا ليشير إلى أهمية كلمة “قرب” قائلاً: “إنّ المكرّسين والمكرسات هم مدعوون أن لا يفصلوا أنفسهم من العالم وأن يعيشوا براحة إنما على العكس أن يكونوا قريبين من المسيحيين ومن غير المسيحيين بهدف أن يفهموا مشاكلهم وحاجاتهم”. من هنا، على الإخوة والأخوات أن يقدّموا الحب والانتباه أولاً لبعضهم البعض بالأخص إلى من هم أكبر سنًا منهم، الذين يمكن أن يكونوا منعزلين في المستوصف. وقال مبتسمًا: “أنا أعلم أنكم لا تثرثرون أبدًا في جماعاتكم” مؤكّدًا بأنّ الطعن والقيل والقال هما خطران يحدقان بحياة الرهبنة.
“الثرثرة مهما كانت نوعها هي إرهاب. إن كنت تشعر بأنك تودّ أن تقول شيئًا مسيئًا بحق إختك أو أخيك فعضّ لسانك! بقوّة! لا للإرهاب في جماعاتكم!” وأخيرًا توقّف البابا عند كلمة “رجاء” مشيرًا إلى أنّ الشهادة لله ولمحبته الرحومة تبعث الرجاء وسط البشرية التي تعاني القلق والمخاوف وغالبًا ما تصاب بالإحباط. هذا ولم ينسَ البابا أن يشكر كل من قام بنشاطات بالأخص مجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الإرسالة على كل المبادرات التي قاموا بها ونظّموها في خلال السنة اليوبيلية في روما وفي كل أنحاء العالم.