“مرضها بالسرطان كان طريقة الله بمعاقبتها لأنها سارت ضد تعاليم الكنيسة ولم تصلّي كفاية!” هذا ما كتبته مرّة امرأة غاضبة على بريد إلكتروني وصل إلى ماري أوريغن كاتبة مقالة نشرها موقع catholicherald.co.uk وننقلها على موقعنا. وقالت: “كم من أناس آخرين علّقوا على هذه العبارة بقولهم: “أنت على حق، إنّ المعاناة هكذا هي طريقة الله بإظهار العالم بأنه ليس سعيدًا بهم”. وهكذا تداولت التعليقات من كل من يتمتّعون بصحة جيّدة مفسّرين تفكير الله ومنطقه!
“أما السبب الحقيقي الذي وراءه يتخفّى هذا البريد الإلكتروني كان بأني أجريت العديد من التحاليل الطبية منذ العديد من السنوات في المستشفى (واكتشفت بأنني لم أكن أشكو من شيء) وأما مرسِل هذا البريد فكان “قلقًا” عليّ لمَ الله لا يحبّني كثيرًا. ربما الأمر صحيح إنما أظنّ بأنه من الخطأ والتعجرف أن نفترض نوايا الله وأن نتلفّظ ونفتري الأسباب التي من أجلها الإنسان أُصيب بالمرض وكأنّ الله يقوم بمعاقبته!
من هنا إذا ما نظرنا إلى حياة القديسة برناديت من لورد يمكن أن نلاحظ كم كانت محبوبة من الله ومع هذا كلّه كانت تتمتّع بصحة هشّة. كانت برناديت ذاهبة مع أختها وصديقتها إلى منطقة ماسابيل في خارج بلدة لورد لجمع بعض الحطب. وبينما كانت تحاول أن تخلع من نعليها لمحاولة اجتياز نهر “الفاف” سمعت صوتًا يشبه لفحة ريح. نظرت نحو الفجوة في الصخروإذا بها ترى مشهدًا غريبًا فتقول: “رأيت امرأة لباسها أبيض ومنديل أبيض يتدلى إلى رجليها. وزنارها أزرق وتوجد وردتان لونهما أصفر على كلّ رجل من رجليها”.
وأما في اليوم الذي صادف عيد البشارة أي في 25 آذار، سألت برناديت عن اسم السيدة فأجابت: “أنا الحبل بها بلا دنس” وعلّمتها الصلاة التالية: “يا مريم البريئة من الخطيئة الأصلية تضرّعي لأجلنا نحن الملتجئين إليكِ”. وبحسب ما قالت القديسة برناديت، جمعت العذراء يديها إلى صدرها بعد أن كانت تبسطهما نحو الأرض ورفعت عيناها نحو السماء وقالت: “أنا البريئة من الخطيئة الأصلية”.
وسرعان ما توجّهت القديسة برناديت إلى كاهن الرعية وهي تردّد هذه الكلمات التي تلتها عليها السيدة العذراء من دون أن تفهم معناها بيد أنّ هذه الكلمات بالذات كانت كلمات العقيدة الإيمانية التي أعلنها بيوس التاسع وهي أنّ العذراء مريم منذ لحظة ولادتها هي بريئة من الخطيئة الأصلية.
من المعروف عن القديسة برناديت أنها تتشفّع كثيرًا للمتألمين والخطأة ومن المؤكّد بأنّ الله لا يعاقب الناس بالمرض مثلما الكثير من الناس يعتقدون والدليل على ذلك القديسة برناديت التي كانت تعاني الأمراض وتلقّت الأسرار من السيدة العذراء وحصلت على نعمة رؤيتها في أكثر من مرّة. تساعية سيدة لورد تبدأ اليوم وعيدها يصادف في 11 شباط!