كنّا قد عرضنا يوم أمس الخميس مقتطفات من المقابلة التي أجراها البابا فرنسيس مع الأطفال قُبيل زيارته إلى المكسيك. واليوم، نتابع بعرض القسم الثاني والأخير من المقابلة مع سؤال طرحه واحد من الأطفال: “كيف يمكن أن تساعدنا لنتكيّف مع العنف الذي يحدث هنا؟” وأجاب: “العنف والفساد والحرب والأولاد الذين لا يمكنهم أن يرتادوا المدارس بسبب الحروب التي تدور في بلادهم والاتجار بالبشر وصانعي الأسلحة الذي يبيعون الأسلحة حتى تتواصل الحروب في العالم. هذه هي الحالة التي نعيشها اليوم في العالم وأنتم تعيشون القليل من “الحرب” والقليل من “العذاب والعنف والاتجار بالبشر المنظَّم”.
إن كنتُ سأذهب إلى هناك فذلك لسبب واحد وهو أن أستخرج الأفضل منكم وأن أصلّي معكم، حتى تُحلّ كل مشاكل العنف والفساد وكل ما يحصل معكم لأنّ مكسيك العنف والفساد وكل الاتجار بالمخدرات هي ليست المكسيك التي أمّنا مريم تريدها”. ثم أضاف البابا: “إنّ السلام هو أمر يجب علينا أن نعمل عليه كلّ يوم، ويمكنني حتى أن أقول بأنها كلمة تبدو وكأنها متناقضة، فعلينا أن نحارب من أجل السلام في كل يوم! علينا أن نحارب كل يوم من أجل السلام وليس الحرب. إزرعوا اللطافة والتفاهم والسلام كما قال القديس فرنسيس: “يا رب، إستعملني لسلامك!”
ثمّ سألته واحدة من الأطفال: “أودّ أن أسألك ماذا تريد منّا وماذا تتوقّع من هذه الزيارة؟” فأجاب: “يقولون بإنّ الحكمة تنبع من قلب المسنّين الفهماء. وواحد منكم ذكر رغبته بالتجديد الروحي في أثناء زيارتي” وأشار إلى مداخلتين حصلتا خلال المقابلة: “ساعدنا لكي نكون كاثوليك حقيقيون وأن نعبّر عن إيماننا ونعيشه من داخل الهيكل وخارجه. من جهتي، سوف أخدم، أن أكون خادم إيمانكم لهذا أصبحت كاهنًا لأنني شعرت بدعوة خدمة الإيمان، وأن أخدم إيمان الشعب”. من ناحية أخرى تابع: “على الإيمان أن يكون على الطرقات تمامًا مثل المسيح. فإذا سألتم أين أمضى يسوع وقتًا أكثر في حياته؟ في منزل أصدقائه؟ في الشارع! التبشير بالإنجيل والشهادة! ولكم أقول: تجديد الإيمان يعني إجعلوه في الطرقات” حاثًا إياهم على عدم الخوف من الصراع إنما “ابحثوا عن حلّ المشاكل العائلية والمدرسية والاجتماعية والاقتصادية”.