وصل جثمان البادري بيّو إلى روما للمرّة الأولى إلى جانب جثمان الأخ القديس ليوبولد ماندي كمبادرة خاصة لمناسبة يوبيل الرحمة. وسيبقى الجثمانان لمدّة أسبوع يتخلّله الصلوات والقداسات والوقفات الروحية في مختلف الكنائس اللاتينية بما فيها بازيليك القديس بطرس قبل دعوتهما إلى مكانيهما الاعتياديين. إنّ كلا القديسين هما من رهبنة الإخوة الأصاغر التي أسّسها القديس فرنسيس وهي معروفة باسم “الفرنسيسكان” وكانا يعيشان في الفترة نفسها وقد رفعهما القديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى مصافّ القديسين.
لا يزال جثمانا القدّيسين بحالتهما الطبيعية وهذا يعني أنهما لم يتحلّلا وقد تمّ استقبالهما في كنيسة القديس لورانس مع احتفال كبير ومسيرة نحو البازيليك. نُقِلت الذخائر إلى القديس سلفاتوري في لاورو يوم أمس 4 شباط وفي خلالها احتُفل بالصلاة طوال الليل ابتداءً من الساعة العاشرة مساءً حتى الثانية صباحًا. وأمّا اليوم في 5 شباط فنُقِلت الذخائر بمسيرة صلاة طويلة مرورًا بشارع Via della Conciliazione وهو الشارع الأطول الذي يقود المؤمنين نحو بازيليك القديس بطرس، وسيُحتَفل بالقداس الإلهي في تمام الساعة الثانية بعد الظهر.
سيوضع جثمان القديس البادري بيّو على مذبح الاعترافات في بازيليك القديس بطرس حتى 11 شباط حيث ستُتاح الفرصة أمام المؤمنين حتى يأتوا ويكرّموا القديس في خلال أوقات افتتاح أبواب البازيليك أي في الساعة السابعة صباحًا حتى السابعة مساءً. ستتوالى الأحداث في خلال هذه الفترة ومنها مقابلة أعضاء “جماعة بادري بيّو للصلاة” يوم السبت 6 شباط هذا فضلاً عن القدّاس الذي سيترأّسه البابا بحضور الإخوة الكبوشيين وغيرها من الأحداث واللقاءات.
وأما في 11 شباط في عيد سيدة لورد، فستُنقَل ذخائر القديس بيّو مباشرة بعد القداس الذي سيترأّسه رئيس الأساقفة رينو فيزيكيلاّ إلى بيترلشينا للمرة الأولى منذ أن ترك قريته في شبابه. ويُقال بإنه عندما كان لا يزال القديس بيّو على قيد الحياة، كان يُسأل ما إذا كان بإمكانه العودة إلى قريته وكان يجيب إنه سيعود إنما بعد مماته. وها هي أقواله تتحقّق!
في الختام، وبحسب ما أورد موقع وكالة الأنباء الكاثوليكية، قال رئيس الأساقفة فيزيكيلاّ إنّ وجود الجثمان في روما “له أهمية كبرى باعتباره حدث لم يسبق له مثيل وبخاصة وإنّ هذين القديسين عاشا حياتهما بخدمة رحمة الرب”. وأضاف: “إنّ الآب الأقدس أراد أن يُعطي علامة لكلّ الكهنة في العالم وبالأخص رسل الرحمة” سائلاً “اين يمكن أن نجد علامة أفضل للقداسة والتكرّس التام للاعتراف أكثر من القديسين بيّو وليوبولد؟”