إنها أيقونة الكاثوليك الإيطالية: البادري بيّو، الكبوشي ذو السمات الذي توفّى عام 1968 ورُفع إلى مراتب القداسة على يد البابا يوحنا بولس الثاني سنة 2002. منذ مساء يوم الجمعة وللمرة الأولى يتمّ عرض في بازيليك القديس بطرس. وكان قد حرص البابا في خلال هذه السنة اليوبيلية للرحمة أن يسلّط الضوء على كاهنين لم يكلاّ أبدًا من ملازمة كرسي الاعتراف وهما البادري بيّو والقديس ليوبولد مانديك.
لا يزال البادري بيّو حتى يومنا هذا يجذب المؤمنين إليه تمامًا مثل ما كان على قيد الحياة واليوم من جديد توافد إليه ملايين المؤمنين إلى ساحة القديس بطرس حيث يُعرَض جثمانه حاليًا. وفي هذا الإطار، قال الأب الأقدس الذي كرّم القديس بيّو: “إنه خادم الرحمة. أمضى مسيرته بالإصغاء حتى الرمق الأخير. من خلال كرسي الاعتراف، أصبح البادري بيّو لمسة الحنان الحيّة للآب الذي يبلسم جراح الخطيئة ويهب سلام القلب. لقد انتصر على سر الألم الكبير وسرعان ما تحوّلت نقطته الصغيرة إلى ينابيع رحمة تروي القلوب المتصحّرة وتنشئ واحات من الحياة أينما كان في العالم”.
وذكر قول البادري بيّو: “الصلاة هي سلاحنا الأفضل، إنها المفتاح الذي يفتح قلب الله. فعلى الصلاة ترتكز قوّة الكنيسة وليس على المال والسلطة”. إنما حذّر بأنّ الصلاة ليس مخدّرًا أو تجارة بهدف الحصول على نعمة ما بل هي عمل الرحمة الروحية، رسالة تهدف إلى تسليم كل شيء إلى عناية الله: الكنيسة والناس والظروف حتى يتكفّل بها. ومن هنا، يمكنها أن تصنع العجائب”.