احتفل البابا فرنسيس صباح اليوم الثلاثاء 9 شباط بالقداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بحضور ما يقارب 1000 راهب كبوشي من العالم أجمع. وقد احتفلوا جميعًا بالقداس أمام ذخائر القديسين الكبوشيين بيّو من بيترلشينا وليوبولد مانديك التي تُعرض منذ السادس من شهر شباط أمام مذبح الاعترافات.
من هنا، تمحورت عظة البابا حول موهبة المعرِّف وفسّر بأنّ ليتورجيا الكلمة تسلّط الضوء على تصرّفين، واحد منهما هو العظمة أمام الله الذي يظهر بتواضع الملك سليمان بحسب ما تشير إليه القراءة الأولى من سفر الملوك؛ والثاني يبيّن سُنّة البشر التي يتمسّك بها الفريسيون والكتبة بحسب ما ذكر القديس مرقس في إنجيله.
وركّز البابا على “عادة الكبوشيين التي هي المغفرة” قائلاً: “يوجد من بينكم العديد من الكهنة المعرّفين الكبار وهم كذلك لأنهم يشعرون بأنهم خطأة. إنهم يصلّون من دون انقطاع أمام عظمة الله حتى يغفر لهم خطاياهم وبما أنّهم يعلمون أن يصلّوا هكذا فهُم بدورهم يعرفون كيف يغفرون”. وأما على العكس إن نسينا الحاجة إلى المغفرة فشيئًا فشيئًا سوف ننسى الله بذاته”.
كرسي الاعتراف هو مكان المغفرة
توجّه البابا فرنسيس إلى الكبّوشيين “مثل أخ لهم” مفسّرًا بأنّ “كرسي الاعتراف هو مكان المغفرة وليس “كرسي من خشب”. “إنّ الشخص الذي يأتي لكي يعترف يبحث عن الراحة والغفران والسلام في النفس. إنه يأتي ليبحث عن أب يقبّله ويقول له “أحبّك” ويُسمعه إياها”. وأعرب الأب الأقدس عن أسفه لأنّ الكثير من الناس لا يذهبون إلى كرسي الاعتراف خوفًا من “أن تُطرَح عليهم الأسئلة”.
ثم سأل البابا فرنسيس الكبوشيين بأن لا يتعبوا أبدًا من منح المغفرة وذكّرهم بأنهم رجال مغفرة ومسامحة وسلام. وقال: “المغفرة هي بذرة مزروعة، هي عناق الله لنا”. وأخيرًا حذّر البابا الكبّوشيين من خطر التجربة بأن يصبحوا مثل علماء الشريعة داعيًا إياهم لأن يجدّدوا من دون توقّف موهبة المعرّف في نفوسهم. وختم: “أن يكون الانسان في حكم الإدانة أو الاتهام هو من عمل الشيطان”.