لا ينفك البابا فرنسيس ومنذ الساعة التي انتخب فيها كحبر أعظم ينادي بالرحمة، هذا أمر يعني للأب الأقدس الكثير ولطالما ذكر به الى أن صدر الكتاب حوله. كتاب البابا فرنسيس إسم الله هو الرحمة الذي يظهر رحمة الله في سلسلة من المقابلات أجراها معه الصحافي أندريا تورنياللي. من خلال هذا الكتاب يشرح البابا من خلال تجربته الشخصية لم تأثرت حياته كثيراً بهذه الفضيلة والأسباب الموجودة وراء يوبيل الرحمة. فلم اختار البابا أن يتكلم عن الرحمة وما الهدف وراء ذلك؟ اليكم لمحة شاملة عن الموضوع بحسب ما ذكره موقع http://catholic-link.org/.
***
1- الرحمة بنظر البابا فرنسيس هي الأمر الوحيد الذي يحيط بالإنسان، أنها الرب الذي أعطى نفسه لنا، وقبلنا وهي الوعد بالمسامحة. نذكر أن يسوع قد قال أنه لم يأت من أجل الصالحين بل من أجل الخطأة، لم يأت من أجل الأصحاء الذين لا يحتاجون الى طبيب ولكنه أتى من أجل المرضى، من هنا يمكننا القول ان الرحمة هي هوية الرب.
2- عن المكان الذي تحتله الرحمة في قلب البابا فرنسيس وحياته قال أن الرحمة غمرته حين التقى بالكاهن كارلوس لبارا عام 1953 واعترف عنده في الكنيسة بعمر ال17 سنة. كان الكاهن يخضع لعلاج من اللوكيميا وتوفي في السنة التي تلت تعرفه اليه، وحين عاد فرنسيس من دفنه شعر وكأنه تُرك وبكى كثيراً واختبأ في غرفته لأنه خسر شخصاً ساعده ليشعر برحمة الله.
3- برأي البابا تحتاج البشرية الى الرحمة لأنها مجروحة بالعمق، وهي لا تعلم كيف تداوي جراحاتها أو أيضاً هي تجهل أن لجراحاتها دواء. الأمر لا يقتصر فقط على الأمراض الاجتماعية أو التمييز، أو أنواع الاستعباد التي كثرت في الألفية الثالثة. النسبية أيضاً تجرح الناس، ومن هذا المطلق تحتاج البشرية الى الرحمة.
4- يسوع قال لتلاميذه “مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ” (يوحنا 20: 19، 23). ومنذ ذلك الحين أصبح الأساقفة والكهنة أدوات رحمة الرب وهذا الأمر جميل جداً. إن كان الشخص لا يستطيع أن يكلم أخاه عن خطاياه فليس بالضروري أنه لا يمكن ان يكلم الله عنها. المسامحة أمر ينعكس على المجتمع فخطيئتي تؤذي البشرية وإخوتي وأخواتي والمجتمع، والاعتراف للكاهن هي طريقة لوضع حياتنا بين يدي أحد آخر، شخص يعمل باسم يسوع.
5- عن النصيحة التي يقدمها البابا للكاهن ليكون معرفاً جيداً قال أن على الكاهن أن يفكر بخطاياه الشخصية ويصغي للآخر بروية ويصلي للرب كي يمنحه قلباً ممتلئاً بالرحمة ققلبه وألا يرمي اول حجر لأنه هو أيضاً خاطئ يحتاج الى المغفرة.
6- ما الأمور التي تجمع وتفصل بين الرحمة والشفقة؟ يقول البابا أن الرحمة إلهية وتتعلق بحكم الخطيئة، وأما الشفقة لها وجه إنساني، الأمر يعني أن نعاني معاً وألا نبقى مكتوفي الأيدي امام معاناة الآخرين.