في ندائين منفصلين ضمن رسالتين حصلت عليهما “عون الكنيسة المتألّمة”، دعا رئيسا الكنيستين الكلدانية والملكية الكاثوليكية المسيحيين في العالم أجمع للاحتفال بأربعاء الرماد، والانطلاق برحلة صيام الأربعين يوماً، فيما يتذكّرون المؤمنين المضطهدين في الشرق الأوسط، الذين يعتمدون بدورهم على دعم إخوتهم وقُربهم منهم.
ومن بغداد، كتب بطريرك الكلدان مار لويس روفائيل ساكو: “إنّ الحرب في العراق وسوريا تأخذ بُعداً مروّعاً. فبدون شكّ، نحن نواجه أكبر كارثة بشريّة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذ أنّ مدناً كانت تنبض بالحياة كالموصل وسهل نينوى أصبحت ركاماً. مَن أتيحت له فرصة الهرب هرب، فيما الملايين من الأولاد في المخيّمات ينتظرون خبزهم اليومي متعطّشين إلى مستقبل ومدرسة ومنزل وعائلة”. وأضاف البطريرك أنّ منظّمات عديدة تهتمّ باللاجئين من حيث شراء الطعام واللباس والمياه والملاءات والدواء، شاكراً إيّاها لمساعدتها، “إلّا أنّ أكثر ما نحتاج إليه هو الرحمة، لذا أطلب إليكم في بداية زمن الصوم أن تصلّوا وتصوموا لأجل السلام في بلادنا، لكي يرحمنا الله ولنبقى في أرضنا وليعود اللاجئون إلى قراهم ومدنهم. صلّوا وصوموا لنختبر القيامة من تحت الركام والفصح في أرض إبراهيم”.
من ناحيته، كتب مار غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك: “أودّ أن أدعوكم للانضمام إلينا في يوم صوم وصلاة، ملتمسين خلاله من الله أن يمنح بلادنا السلام الذي نتوق إليه. فيوماً بعد يوم، يُمتحن إيماننا ونشهد على ألم الأولاد وعذاب أهلهم، فيما يحيط بنا الكره والموت”. وأضاف لحام: “نحن على ثقة بأنّ درب الصليب ضروري لنبلغ مجد القيامة، إلّا أنّ يسوع بنفسه كان لديه معزّون ومساعدون في طريقه إلى الجلجلة: فسمعان القيرواني ساعده على حمل الصليب، والقدّيسة فيرونيكا مسحت وجهه بمنديلها، فيما وقفت مريم أمّه والتلميذ يوحنا تحت الصليب. هكذا، نعتمد بدورنا أيضاً على العزاء والدعم من قبل إخوتنا، ونطلب بقاءهم قربنا. رجاء، صلّوا وصوموا معنا! فمن المستحيل ألّا يسمع الله صلواتنا المتحدة ويرى تضحيات أبنائه. أشكركم على كلّ ما فعلتموه”.