البابا إلى الأساقفة: "أنظروا إلى شعبكم بنظرة تعكس حنان الله"

ننشر إليكم في ما يلي القسم الأول من خطاب البابا فرنسيس باقتضاب الذي جاء مسهبًا بالنصائح للأساقفة أثناء لقائه معهم منذ حوالى الساعة. “أنا سعيد لأنكم أتحتم لي الفرصة بلقاء اليوم بعد أن وصلت إلى بلدي الحبيب سائرًا على خطى أسلافي. كيف […]

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ننشر إليكم في ما يلي القسم الأول من خطاب البابا فرنسيس باقتضاب الذي جاء مسهبًا بالنصائح للأساقفة أثناء لقائه معهم منذ حوالى الساعة. “أنا سعيد لأنكم أتحتم لي الفرصة بلقاء اليوم بعد أن وصلت إلى بلدي الحبيب سائرًا على خطى أسلافي. كيف لي أن لا آتي إلى هنا؟! هل يمكن لخليفة بطرس المدعوّ من جنوب أمريكا اللاتينية أن يحرم نفسه من المجيء ليرى العذراء مريم؟ أنا أشكركم لأنكم استقبلتوني في هذه الكاتدرائية “البيت الصغير” الذي توسّع إنما يبقى “مقدّسًا”.

وأضاف: “بما أنّه يوجد هنا القلب السريّ لكل مكسيكي فأنا أدخل على رؤوس أصابعي كما يليق الدخول إلى هذا البيت وفي قلب الشعب، أنا ممتنّ لكم كثيرًا لأنكم شرّعتم لي أبوابكم. أنا أعلم عندما ننظر إلى عيني الطوباوية مريم يمكنني أن أرى أيضًا عيون بناتها وأبنائها شاخصين إليها. أنا أعلم بأنه لا يمكن لأحد أن يتحدّث عن قلب الشعب المكسيكي أكثر من العذراء مريم”. ثم شرع البابا يتحدّث في مستهلّ كلمته عن مريم العذراء سيدة غوادالوبي التي تفهم كل لغات الشعوب لأنها تجيبهم بحنان الأمّ بما أنهم أبناءها. قائلاً: “قبل كل شيء، تعلّمنا العذراء مريم بأنّ القوّة الوحيدة القادرة على قهر قلوب الرجال والنساء هي حنان الله”.

ثم واصل البابا كلمته ليدعو الأساقفة على التركيز على الحاجة النابعة من الشعب وهي الحاجة إلى الإيمان المسيحي القادر على المصالحة مع الماضي المتّسم بالوحدة والانعزال والتهميش. “فانطلاقًا من ذلك، يمكننا اكتشاف الحقيقة الكبيرة للبشرية الجديدة التي فيها نحن مدعوّون لأن نكون أبناء الله. إنحنوا إذًا بعطف واحترام على نفس شعبكم، إنزلوا إليهم من خلال إيلائهم الانتباه وفكّ وجه الله السرّي المطبوع في كل واحد منهم”.

“أنظروا إليهم بنظرة تعكس حنان الله. كونوا أساقفة شفّافين يتحلّون بوجه مشرق. لا تخافوا من الشفافية. إنّ الكنيسة لا تحتاج إلى الظلمة لكي تعمل بل احرصوا على أن لا تملكوا نظرات مشوّشة بضباب الدنيوية. لا تنجرّوا بالفساد أو بالمغريات التي تجري تحت الطاولة. لا تعلّقوا إيمانكم “بالعربات والخيول” التي يملكها فراعنة اليوم بل احرصوا على أن تكون قوّتكم “هي عامود النار” الذي يفصل مياه البحر (خروج 14: 24 – 25).

وقال: “أظنّ أنكم بحاجة لأن تكونوا الحضن الأمومي للشبيبة. أقصدوا أن تنظروا إليهم وأن تحبّوهم وأن تعلموا ما يبحثون عنه بشجاعة من تركوا الشباك ليقطعوا من ضفّة إلى أخرى”. وأشار إلى أنّ كل ذلك وغيرها من الأمور تتطلّب شجاعة نبويّة، هذا بالإضافة إلى مشروع راعوي جدي وذو مستوى من أجل العمل على رصّ صفوف هذه الشبكة البشرية. “إبدأوا أولاً بالعائلات من خلال الاقتراب من كل ضواحي المدن المنكوبة وإشراك الجماعات الرعوية في ذلك والمدارس والجماعات السياسية وكل الهياكل الأمنية. بهذه الطريقة يمكننا أن نتحرّر من المياه التي تُغرق الكثير من النفوس أكانوا ضحايا أو يقفون أمام الله ملطّخين بالدماء بجيوب مليئة بالأموال القذرة والضمير المخدّر”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير