بعد أن تطرقت الوثيقة المشتركة بين الكاثوليك والأرثوذكس التي وقعها البطريرك كيريل والبابا فرنسيس لموضوعات عديدة وهامة (راجع القسم الأول والقسم الثاني من هذا التقرير)، عادت إلى موضوع الوحدة والتعاون بين الكنيستين الرسوليتين. ففي العدد 24 توقفت على الإرث المشترك الذي يجمعنا، إرث الإيمان بالمسيح والوحدة الكنسية في الألفية الأولى وأيضًا “رسالة التبشير بالإنجيل في عالم اليوم.
وصرحت الوثيقة أننا “لسنا متنافسين، بل إخوة”، ولذا يجب على كل نشاطاتنا أن يقودها هذا الوعي ويجب أن نتعايش بسلام وحب ولا يمكن أن نقبل استعمال وسائل غير منصفة ورخيصة تضغط على المؤمنين للعبور من كنيسة إلى أخرى.
ورفضت الوثيقة وسيلة التوحيدية (uniatismo) التي تمت ممارستها في الماضي والتي كانت تتمثل بفصل جماعة عن جماعتها الأم لضمها إلى جماعة أخرى. إلا أن هذا الرفض الحاضر لا يلقي بظله السلبي على الكنائس التي وُلدت من تلك الحقبة والتي لها حق الوجود.
هذا واستنكرت الوثيقة أيضًا للصراع القائم في أوكرانيا والذي أدى إلى عدد كبير من الضحايا والجرحى بين المدنيين المسالمين وولد أزمة اقتصادية وإنسانية كبيرة. ودعا البابا والبطريرك الكنيسة في أوكرانيا للعمل لتكون أداة تناغم اجتماعي وإلى وضع حد للانقسام الكنسي الأرثوذكسي في أوكرانيا.
وشددت الوثيقة في ختامها على أن “المسيح هو منبع الفرح والرجاء. الإيمان به يحول بشريتنا، ويملأها معنى”. والقديس بطرس يذكرنا ويشهد لنا بذلك في قوله: “واما انتم فشعب مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب. الذين قبلا لم تكونوا شعبا واما الان فانتم شعب الله. الذين كنتم غير مرحومين واما الان فمرحومون”.
Embrace Francis Kirill - Ministry of Foreign Affairs of Cuba
الكاثوليك والأرثوذكس: "لسنا متنافسين، بل إخوة"
قراءة في الوثيقة المشتركة التي وقعها البابا فرنسيس والبطريرك كيريل (3)