يعلم القديس أنطونيوس الكبير أن هناك أشخاص أرهقوا أجسادهم بالتقشف ولكن، بما أنهم لم يكونوا يتحلوا بالتمييز، انتهى بهم الأمر بالابتعاد عن الله” . وهناك قصة شهيرة عن أب الرهبان إذ يقال أن صيادًا رأى الشيخ يمازح بعض الرهبان الشباب فتشكك. فقال له الأنبا: “ضع سهمًا في قوسك وشده”. ففعل كذلك. فأضاف: “شد أكثر”. ففعل. فقال: “أكثر، أكثر”. فأجب الصياد: “إذا شددته أكثر من اللازم انقطع”. وعندها أجابه الأنبا: “وهكذا الأمر في عمل الله. إذا أرهقنا الإخوة أكثر من اللازم، سرعان ما ينكسرون”. عندها فهم الصياد خطأه في الحكم ومضى وقد تعلم درس حكمة.
تعلّم التمييز يمر من خلال الاتزان. فبفضل الاتزان نستطيع أن نعيش حياة روحية متزنة وثابتة. فالإفراط يأتي من الشيطان، كما تذكرنا الأم سينكلتيكا: “هناك تقشف يلهمه العدو، لأنه تلاميذه يعيشونه. كيف يمكننا أن نمييز التقشف الإلهي من التقشف الشيطاني؟ الأمر واضح: من الاتزان والاعتدال. فنقص الاعتدال مضر دومًا”. من ناحيته، يذكرنا الأنبا بيمين أن “كل ما يتخطى الاتزان هو من الشياطين” . والتعليم نفسه يقدمه إفاغريوس البنطي .
www.courageouspriest.com
الاعتدال هو سر الثبات في الجهاد الروحي
ما هي دعوتي (21)