التقى البابا فرنسيس يوم أمس بالعائلات من تشياياس واستمع في خلالها إلى شهادات حيّة من مختلف الفئات وقال: “إنّ العائلة هي أمر لطالما حلم به الله الآب والذي من أجله حارب لفترة طويلة. عندما بدا كل شيء ضائعًا ذاك المساء في جنة عدن، خلق الله قلبًا جديدًا في داخل الثنائي الشابّ وقال لهما بإنّ كل شيء لم يضع. عندما شعر شعب إسرائيل بأنه لا يمكنه أن يتابع المسير في الصحراء، وضع الله الآب قلبه فيه… عندما تمّ ملء الزمان، وضع الله الآب قلبه في البشرية من خلال منحها العطية الأبدية يسوع المسيح.
ونحن أيضًا خضنا تجربة مماثلة في أوقات مختلفة من حياتنا وبطرق شتى. وضع الله الآب قلبه في كل واحد منا. يمكننا أن نسأل أنفسنا: لماذا؟ لأنه لا يمكنه أن يقوم غير ذلك. إنّ الله أبانا لا يعرف أن يقوم بشيء آخر سوى أن يحبّنا. هو يضع قلبه في الأشياء ويدفعنا إلى السير نحو الأمام. لا يعلم أن يقوم بأي شيء آخر. يعلم كيف يضع الأفضل فينا! لماذا؟ لأنّ اسمه هو محبة، اسمه عطيّة، اسمه بذل الذات، اسمه رحمة.
وهذا كلّه بدا جليًا واضحًا في يسوع الذي خاطر بكل شيء حتى النهاية ليجعل من ملكوت الله ممكنًا مرة جديدة”. وأشار إلى أنّ “هذا الملكوت يملك شعور العائلة وله طعم الحياة المشترَكة. في يسوع ومع يسوع، هذا الملكوت هو ممكن. إنه قادر على تغيير آفاقنا ومواقفنا وشعورنا…. يمكنه أن يجعل كل شيء جديدًا”.
وتابع البابا ليعلّق على الشهادات التي تُليت على مسمعه وركّز على شهادة بياتريس حين قالت: “لطالما كان النضال صعبًا بسبب الوحدة والقلق”. وسأل: “كم من مرّة شعرتَ بأنّ الجميع يشيرون بإصبعهم عليك ويحكمون عليك؟” وكان قد سأله مانويل أن يصلّي من أجل العديد من المراهقين التائهين والذين يأخذون مسارات خاطئة وطلب كل واحد أن يسأل نفسه: “فكّروا في ذلك أيها الآباء! فكّرن في ذلك، أيتها الأمهات. هل تتحدّثون مع أبنائكم وبناتكم أو أنتم منشغلون دائمًا وعلى عجلة من أمركم؟ هل تلعبون مع أبنائكم وبناتكم؟”
وواصل البابا حديثه عن العائلة ليقول: “صحيح أنّ العيش في العائلة ليس سهلاً دائمًا ويمكن أن يكون غالبًا موجعًا ومجهدًا وكما كنتُ أشير سابقًا إلى الكنيسة، أنا أفضّل عائلة تشوبها الجراحات وتبذل جهودًا يومية لتضع الحب نصب أعينها، على عائلة أو مجتمع يعاني الوحدة ويخاف الحب. أفضّل عائلة تقوم بجهود حثيثة لتنطلق من جديد على عائلة أو مجتمع نرسيسي ومهووس بالرخاء والراحة. “كم ولد لديك؟” “آه، لا! لا أولاد عندي لأننا نحب أن نقوم برحلات ونكون سياحًا فأنا أريد أن أبتاع لنفسي بيتًا في القرية. أفضّل عائلة بوجوه تعبة من العطاء على وجوه مطليّة بالماكياج وتجهل الحنان والرحمة”.
وذكّر في الختام بقصّة ممثلة مشهورة رفضت أن تزيل التجاعيد عندما بلغت عمر السبعين قائلة: “تتطلّبت مني هذه التجاعيد عملاً وجهودًا كثيرة والحزن وحياة بكاملها. لم ولن أفكّر يومًا بلمسها. إنها تطبع تاريخي. وبقيت ممثّلة بارعة. الأمر سيّان في الزواج. على الحياة الزوجية أن تتجدّد باستمرار!”