إثر عرض شبكة “بي بي سي” برنامج “الرسائل السرّية للبابا يوحنا بولس الثاني” الاثنين الماضي، توالت ردود الفعل التي انتقدت ما ورد في الحلقة، والتي تناولت موضوع “الحياة العاطفية” و”الصداقة القويّة” التي جمعت القديس يوحنا بولس الثاني بالكاتبة والفيلسوفة البولندية-الأميركية أنا تيريزا تيميينيينكا.
وبحسب مقال نشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، فإنّ موضوع الصداقة بين القديسين والبشر لا يشكّل صدمة، بما أنّ القدّيسين موهوبون في الصداقة. ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر القديسة تيريزا الأفيلية والقديسة كلارا والقديس فرنسيس وبادري بيو الذين كانوا ينعمون بعدد كبير من الأصدقاء. من ناحية أخرى، من الغرابة ألّا يكون للإنسان على الأرض أصدقاء، فحبّ الرفقة أمر مقدّس!
وفي السياق نفسه، ذكر الموقع أنّ أنا تيريزا لم تكن مجهولة، بل مشهورة لكونها مؤسسة “معهد علم الظواهر العالمي” ورئيسته. ومن هنا، فمن الطبيعي أن تربطها علاقة صداقة بالبابا يوحنا بولس الثاني، خاصّة وأنّ الأخير كان مثقّفاً من الدرجة الأولى ومتكرّساً لتلك الحركة الفيلسوفية. ومن الطبيعي أيضاً أن يتبادلا الرسائل وأن يلتقيا وأن تُلتقط لهما الصور!
تجدر الإشارة هنا إلى أنّ البرنامج ذكر أيضاً صداقة جمعت يوحنا بولس الثاني بامرأة تُدعى واندا بولتاوسكا، والتي يُعتقد لغاية الآن أنها كانت أقرب صديقة أنثى له، وكان تأثيرها على البابا الراحل كبيراً، وقد كانا يتبادلان الكثير من الرسائل. إذاً… فيما كانت أنا تيريزا تتمتّع بامتياز في صداقتها مع القدّيس، لم تكن لوحدها! فما الداعي لكلّ تلك الضجّة؟؟