استهل الأب الأقدس كلمته في مقابلة سنة اليوبيل العامة مشدداً على أن يوبيل الرحمة هو فرصة حقيقية للدخول بشكل عميق في سر محبة الله وصلاحه. في زمن الصوم، يقول البابا، تدعونا الكنيسة لكي نتعرف بشكل أكبر على الرب يسوع ونعيش الإيمان بشكل يتماشى مع أسلوب حياة يعبر عن رحمة الآب. هذا الالتزام هو ما دعينا اليه لكي نقدم للذين نلتقي بهم علامة ملموسة للقرب من الله. وهنا بحسب ما أورده موقع الفاتيكان، قال البابا: “ينبغي على حياتي وموقفي وطريقة عيشي أن يكونوا علامة ملموسة لقرب الله منا. تصرفات صغيرة تدل إلى المحبة والحنان والاهتمام تجعلنا نفكّر أن الرب معنا وبقربنا؛ وهكذا يُفتح باب الرحمة.”
ما هو الإلتزام؟
ما الذي يعنيه أن يلتزم الإنسان بشيء ما؟ هذا ما تساءله البابا وأجاب، عندما ألتزم آخذ على عاتقي مسؤولية معينة وواجباً تجاه أحد ما، وهذا يعني أيضاً الاهتمام الخاص الذي من خلاله أقوم بهذا الواجب، وتابع، دائماً وفق المصدر عينه، أننا يومياً يطلب منا أن نلتزم بالأمور التي نقوم بها في الصلاة والعمل والدراسة كما في الرياضة والنشاطات الحرة: “أنْ نلتزم يعني أن نضع إرادتنا الصّالحة وقوانا من أجل تحسين الحياة.” الله التزم معنا منذ خلق العالم ومهما حاولنا تدميره هو يحافظ عليه حياً ولكن التزامه الأكبر كان إعطاءنا يسوع هذا هو التزام الله الكبير: “نعم، يسوع هو الالتزام الأقصى الذي اتخذه الله تجاهنا. ويذكّرنا القدّيس بولس بهذا الأمر أيضًا عندما يقول إنّ الله “لم يَبخل علينا بابنِه، بل أَسلَمَه إِلى المَوتِ مِن أَجْلِنا جَميعًا” (روما ٨، ٣٢). وبفعل هذا الأمر وبالإضافة إلى يسوع سيعطينا الآب أيضًا كلّ ما نحتاج إليه.”
كيف ظهر التزام الله لنا؟
ظهر هذا الالتزام في الإنجيل، فبيسوع التزم الله بشكل كامل لكي يعيد الرجاء للفقراء وللذين حرموا من كرامتهم، كما للغرباء والمساجين والمرضى والخطأة الذين كان يقبلهم بمحبة. يسوع هو على حد قول البابا التعبير الحي لرحمة الآب. وأضاف وفق ما نشره الموقع عينه: “كان يسوع يقبل الخطأة بمحبّة. إن فكرنا بطريقة بشريّة، نجد أن الخاطئ هو عدوّ ليسوع وعدوّ لله، لكن يسوع كان يقترب من الخطأة بمحبّة، كان يحبّهم ويغيّر قلوبهم. جميعنا خطأة: جميعنا! ولدينا جميعا ذَنْبٌ ما أمام الله. لكن لا يجب علينا أن نفقد الثقة لأنَّ يسوع يقترب منّا ليمنحنا العزاء والرحمة والغفران. هذا هو التزام الله ومن أجل هذا قد أرسل يسوع: ليقترب منا جميعًا ويفتح لنا باب محبّته وباب قلبه ورحمته. وهذا أمر جميل جدًّا.” ونحن مقابل محبة الله لنا علينا أن نقدم محبتنا والتزامنا ويمكننا أن نقوم بذلك عبر التزامنا مع المتروكين والمصابين بأمراض خطيرة والمشرفين على الموت. نحن ببساطة قال البابا نحمل رحمة الآب من خلال التزام حياة يشكل شهادة ليسوع المسيح.