الحياة المسيحية حقيقية والله حقيقي ولكن يوجد الكثير من المسيحيين الذين يتخذون من الكنيسة مكاناً للتفاخر بدلاً من أن تكون تجربة لخدمة الفقراء. استغنم البابا فرصة عظته اليوم من دار القديسة مارتا في الفاتيكان بحسب ما نشرته إذاعة الفاتيكان ليعلق على إنجيل اليوم الذي يظهر الفرق ما بين القول والفعل، فركز على كلمات يسوع الذي فضح نفاق الكتبة والفريسيين وقال لتلاميذه اسمعوا ما يقولونه لكم ولكن لا تفعلوا ما يفعلونه.
يعلمنا الرب اليوم بحسب البابا طريقة القيام بالأمور، وقدم مثالاً عن الاهل الذين يدعون بأنهم كاثوليك ولكنهم لا يتحدثون الى أولادهم أو يصغون اليهم، أو في بعض الأحيان يضعون والديهم في مأوى ولا يتخلون عنهم ولا يذهبون حتى لزيارتهم، وأيضاً يدعون بأنهم كاثوليك، وينتمون الى جماعات يتباهون بها…هذه هي الديانة، ديانة القول ولكن عدم الفعل.
هنا شدد البابا وفق المصدر عينه على كلمات النبي أشعيا حيث يقول “كفوا عن الإساءة وافعلوا الإحسان، أغيثوا المظلوم، وأنصفوا اليتيم، وحاموا عن الأرملة.”هكذا تظهر رحمة الله اللامتناهية، ويقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. يرحم الرب من يجرؤ على الحديث أمامه بالأمور الخاطئة التي فعلها ولكن يريد إصلاحها، وهنا يتجلى حب الرب الكبير ما بين القول والعمل، وأن نكون مسيحيين، قال البابا، يعني أن ننفذ رغبة الله لأننا جميعاً سنواجه اليوم الأخير، والرب لن يسألنا عما قلناه بل عما فعلناه.
أخيراً، ذكر الأب الأقدس حوار يسوع حين سأل الرجل ما فعله للجائعين، والمسجونين، والغرباء…هذه هي الحياة المسيحية. وفي هذا الإطار سأل البابا الرب أخيراً أن يمنحنا الحكمة لنعرف الفرق ما بين القول والفعل.
