يوم الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي عن رغبته في إقفال معتقل غوانتانامو في كوبا، وهو اقتراح لطالما أيّده الأساقفة الكاثوليك في المبدأ.
وبحسب مقال أعدّه مات هادرو ونشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، فإنّ مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة لم يصدر أيّ تعليق على تفاصيل خطّة أوباما الذي صرّح من البيت الأبيض: “منذ سنوات ومعتقل غوانتانامو لا يفيد أمننا الوطني بل يقوّضه، كما أنّ إبقاءه مفتوحاً مناف لقيمنا. بصفتنا أميركيين، نحن نفتخر بكوننا منارة لأمم أخرى ونموذجاً عن شريعة القانون”. وفي السياق نفسه، سلّم أوباما خطّة إقفال المعتقل لأعضاء الكونغرس الذين سيناقشون بدورهم تطبيقها، بدون تحديد الموقع الذي سيُرسل إليه 91 محتجزاً، قائلاً إنّ 35 من أصلهم سيُنقلون إلى بلدان أخرى. فما كان من الجمهوريين إلّا أن عبّروا عن عدم موافقتهم على الخطّة في ظلّ غياب مقرّ بديل آخر، قائلين إنّ الاقتراح كان “ميتاً قبل بلوغه إليهم”.
من الجدير بالذكر أنّ معتقل غوانتانامو افتُتح في كوبا سنة 2002 على أنّه سبيل آمن لاحتجاز الإرهابيين الذين قُبض عليهم خلال الحرب في أفغانستان ولاحقاً في العراق، وكانوا يشكّلون تهديداً كبيراً على الأمن القومي لإبقائهم على أرض الولايات المتّحدة. ويُزعم أنّ حوالى 800 سجين كانوا في غوانتانامو بين 2001 و2008. ومع تعبير خبراء حقوق الإنسان سنة 2006 عن قلقهم حيال “أساليب الاستجواب” المعتمدة هناك، والتي تصل إلى “المعاملة المهينة”، كانت الأمم المتحدة تطلب من الولايات المتحدة الأميركية إقفال السجن بحجّة فترة احتجاز المساجين الطويلة بدون محاكمة.
من ناحيتهم، لطالما كان الأساقفة في الولايات المتحدة وفي الفاتيكان يعارضون الاحتجاز إلى ما لانهاية في غوانتانامو ويندّدون بشروطه هناك، مذكّرين بوجوب إقامة محاكمات عادلة وبالتعاليم الكاثوليكية الاجتماعية للاعتراض على احتجاز مماثل. أمّا الكاردينال ريناتو مارتينو (الذي كان رئيس المجلس الحبري للعدل والسلام) فقد قال إثر زيارته السجن سنة 2006: “من الواضح أنّ الكرامة البشرية لا تُحترم في ذاك السجن”. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ وزير الداخلية جون كيري التقى في كانون الأول من عام 2014 بمسؤولين من الفاتيكان طالباً إليهم المساعدة في إعادة تحديد مقرّ آخر للمحتجزين الباقين في السجن.