على ضوء زيارته الى بلدان أميركا اللاتينية خصص البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا قناة روسيا اليوم بمقابلة حصرية واليكم أبرز ما جاء فيها.
سئل البطريرك عن لقائه الذي حصل مع البابا فرنسيس وكيف يجب على المسيحيين أن يقرأوه…هل هو نبأ ببدء زمن مسيحي جديد؟ هنا أجاب أن للقاء أهمية كبرى، وهو بادرة ذات شأن كبير لأن منها سنفهم أين نحن وأين سنذهب، المسيحية من جهة والحضارة البشرية من جهة اخرى. أما عن سبب اختيار كوبا فقال البطريرك أن المكان كان جيد للغاية وكوبا هي من الدول التي تتبع التقاليد الكاثوليكية ولكن على أرض الواقع هي بلد علماني بإيديولوجية شيوعية. روسيا هي بلد أرثوذكسي ولكن تم الخروج من السياق الإيديولوجي والسياسي، قال البطرير أنه ولد في الاتحاد السوفياتي ولكنه يفهم كوبا جيداً.
هناك واقع آخر تحكم باختيار المكان وهو أن كوبا تسمح للطرفين بأن ينظرا بتراجع الى الانقسامات التاريخية والصراعات التي حدثت في السياق الأوروبي. من هنا، وعندما تم اختيار كوبا كان الأمر كرسالة أراد بها الطرفان أن يقولا أنهما يعلمان ماضيهما الأليم ولكنهما تركاه جانباً وهدفهما الأساسي تقاسم المستقبل معاً.
أما عن كيفية تفسير الاهتمام بالإيمان في روسيا فقال البطريرك أن ما حدث في روسيا بين عام 1990 وعام 2000 من وجهة نظر إحياء الإيمان يمكن ان يشرحه بكلمة واحدة أعجوبة، لأنه بعدعقودمن هيمنة النظام الملحد، شهدت ولادة جديدة من الإيمان، والإيمان الديني. وهذا الانتعاش قد أثر في قطاعات مختلفة من المجتمع: الناس البسطاء والمثقفين، وعالم الأعمال، والعالم السياسي، كلهم الآن لهم صلات مع الكنيسة، وأضاف نحن نرى الناس يبررون سلوكهم من خلال معتقداتهم المسيحية. تابع البطريرك يقول: “هذا هوالسبب في أننا أوجدنا في الوثيقة المشتركة مع البابافرنسيس التغييرات التي حدثت فعلا في أوروبا الشرقية. ولعل هذه التغيرات هي التي أعدت اللقاءالذي عقد مؤخرا، والكنيسة الروسية، كما الكنيسة الكاثوليكية، هي قادرة على أن تملك رؤية شاملة للأحداث وأن تناقش جميع المشاكل، المشاكل التي يواجهها المسيحيون وتواجهها البشرية.”
هذا ويتوجه المحاور للبطريرك بالقول نحن جميعا نعرف ما يحدث اليوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكيف يعيش المسيحيون الذين يتعرضون للاضطهاد هناك، وحتى للإبادة. أمس، مع البابا، دعيتم المسيحيين في جميع أنحاء العالم إلى الانتباه الى ما يحدث. فما الذي يجب القيام به لوقف هذه الكارثة؟ لا تظنون أن هذا هو مجرد واجب أخلاقي للإنسانية لوضع حد لهذا الاضطهاد، ولحملات إبادة لهؤلاء المسيحيين؟ فأجاب البطريرك وقال أن ما يحدث في الشرق الأوسط هو مأساة. ظهرت المسيحية هناك، في منطقة الشرق الأوسط. واليوم، بسبب العمليات العسكرية وبسبب الإرهابيين، نحن نشهد انخفاضا كبيرا فيعدد السكان المسيحيين. وفي الواقع، لوقف هذه العملية نحن بحاجة الى الجهود المشتركة من الكنائس وكذلك من جميع الأشخاص الذين يستطيعون القيام بأي شيءإيجابي. هذا وشدد البطريرك على أن المسيحيين لا يشعرون بالإنتماء حتى في الكثير من البلدان المتطورة وهذا بسبب الضغوطات الكبيرة التي تمارس عليهم وأردف أن التوقيت للقاء مع البابا فرنسيس كان مناسباً جداً للتحدث بهذه الأمور.