مع انتهاء الاحتفالات الخاصة برأس السنة الصينية وعودة عمّال الهدم إلى أشغالهم، عاودت السلطات نزع الصلبان مجدداً ضمن حملتها التي طالت 1700 صليب منذ سنة 2013.
وبحسب مقال نشره موقع asianews.it الإلكتروني، نُزع صليب الكاتدرائية الكاثوليكية في أبرشية يونغ كيانغ في ونزهو فجر 25 شباط، في ظلّ غياب إعلام السكان المحليين بالقرار ليحولوا دون نزع رمزهم المقدّس. كما ويبدو أنّ السلطات الصينية تستهدف كنيسة “باجيا”، أي كنيسة كاثوليكية أخرى في الأبرشية نفسها، إثر تقارير عن إصدارها أمراً بقطع الكهرباء والمياه عن المبنى.
ومع عيش الكنيسة سنة الرحمة عبر أعمال الخير والجهود الروحية والمشاركة في القداديس واجتماعات الصلاة وزيارة المرضى والمعوّقين والأيتام والعجزة، فتحت معظم كنائس البلاد بابها المقدّس فيما لم تعطّل السلطات الاحتفالات الدينية، بما فيها الأبرشيات التي لا تعترف الحكومة بسلطة أساقفتها. لذا، فإنّ نزع الصلبان وإعطاء تصاريح للكهنة حالياً يتنافى مع هذه الخطوة الإيجابية.
أمّا من ناحية الكهنة، فتقضي خطّة الحكومة الصينية بوضع قائمة بيانات لرجال الدين. وقد بدأت في تطبيقها على الرهبان البوذيين لتصل إلى الكهنة الكاثوليك والطاويين، بهدف حثّ السكان على تجاهل من لا يحملون الترخيص الملائم، على أن يُحرّم من النشاطات الدينية من لا يحمل الترخيص، والذي بدوره يشبه جواز السفر، إذ يحمل اسم رجل الدين واسمه المدني ورقم بطاقة هويّته الوطنية مع رقم فريد يُعطى لكلّ كاهن. إضافة إلى ذلك، سيُطلب إلى جميع المجموعات الدينية في البلاد التقدّم بطلب للحصول على رخصة لرقم المنظمة وفتح حساب مصرفي في مؤسسة تخضع لمراقبة الدولة، على أن تبلغ هذه الإجراءات رجال الدين المسلمين والبروتستانت، بما أنّ الصين تعترف فقط بخمس ديانات رسمية. وعملياً، ستجبر هذه الإجراءات الكهنة الكاثوليك على الانضمام إلى “المنظمة الكاثوليكية الوطنية الصينية” التي وجدها البابا بندكتس السادس عشر “لا توافق العقيدة الكاثوليكية” ضمن رسالته التي وجّهها للكنيسة الصينية، والتي ما زالت سارية المفعول بحسب البابا فرنسيس.