بالنسبة إلى الحبر الأعظم، إنّ الحوار مع الإسلام موضوع جوهري. وقد عبّر مؤخراً عن شدّة رغبته في لقاء قائد سنّي بارز، وهو أحمد الطيّب إمام مسجد الأزهر، خلال مؤتمر صحافي على متن الطائرة التي أقلّته من المكسيك إلى إيطاليا بتاريخ 18 شباط: “أريد أن ألتقيه، وأعرف أنه قد يرغب في ذلك أيضاً. نحن نبحث عن الطريقة المناسبة لتحقيق هذا الهدف، وسنتوصّل إليه”.
وبحسب مقال أعدّه أندريا غالياردوتشي ونشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني، يسعى المجلس الحبري للحوار بين الأديان للتوصّل إلى مسجد الأزهر، عبر رئيسه الكاردينال جان لويس توران. كما وأنّ سكرتير المجلس الحبري للحوار بين الأديان الأسقف ميغيل أيوزو كيغسوت (الذي هو خبير في الشؤون الإسلامية) زار الأزهر بتاريخ 16 شباط الماضي بعد تعيين موعد الزيارة في 29 كانون الثاني. وهناك، التقى نائب الإمام عباس شومان، ثمّ سلّمه دعوة للإمام للقاء البابا في الفاتيكان، ضمن اجتماع وصفه المكتب الإعلامي للفاتيكان بالـ”ودّي”.
ونشير هنا إلى أنّ أحمد الطيّب إمام مسجد الأزهر منذ سنة 2010، وهو معروف باعتداله وبسعيه للحؤول دون التطرّف الإسلامي، وللتقدّم في مساعي الحوار بين الأديان، خاصة بعد انعدام الصلات الرسمية بين الفاتيكان ومصر إثر اعتداء على الأقباط في الإسكندرية في الأول من كانون الثاني 2011، وصفه آنذاك البابا بندكتس السادس عشر بالـ”إرهاب الذي قضى على المؤمنين” وبأنه جزء من “استراتيجية العنف” ضد المسيحيين. فما كان من الطيّب إلّا أن أبدى ردّة فعل سلبية على هذا التصريح، ولام البابا بندكتس على “تدخّله في الشؤون المصرية الداخلية، الذي قد ينمّ عن نتائج سياسية سلبية في الشرق وفي مصر”.
وفيما يعمل البعض على الخطة الأمنية لزيارة إمام الأزهر إلى الفاتيكان، يعمل الأب الأقدس على تحسين الحوار مع الإسلام في إيطاليا، وقد وافق على دعوة وُجّهت له لزيارة مسجد روما في 10 نيسان المقبل. من الجدير بالذكر أنّ الكرسي الرسولي لا يهمل الحوار مع الطائفة الشيعيّة، خاصة وأنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني زار الفاتيكان في 26 كانون الثاني الماضي، ليُلقي بعدها الكاردينال بيتر توركسن رئيس المجلس البابوي للعدل والسلام محاضرة في مدينة قم في إيران بتاريخ 6 شباط.