“دبلوماسيّو الكرسي الرسولي لا يستسلمون بسهولة. حتّى تحت القصف، لا يحرّك سفراء الفاتيكان ساكناً، بل يلازمون مواقعهم ويخاطرون بحياتهم للعمل على إنهاء ما وصفه البابا فرنسيس بالحرب العالمية الثالثة التي تقترب شيئاً فشيئاً”. بهذه الكلمات، اختصر وزير خارجية الفاتيكان مسيرة الدبلوماسيين، هو الذي بدوره يراقب جهود الفاتيكان الدبلوماسية لمعرفة ماذا يجري في العالم وفهمه وتفسيره، بهدف إسداء النصائح للبابا ولإدارة الكنيسة المركزيّة.
وبحسب مقال أعدّه روبرت دانكن ونشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، قال وزير الخارجية بول غالاغر للموقع المذكور: “دعونا لا نخدع أنفسنا حيال ما هو على المحكّ هنا: إن كنّا سنُحلّ السلام والمصالحة بين الأمم، وإن كنّا سنزرع الأمن في البلدان والمجتمعات خاصة التي تضمّ أقليّات مضطهدة، سيكون علينا بذل جهد لا مثيل له”. وفي حديثه عن الأزمة في سوريا والعراق، عبّر غالاغر عن أمله في حلّ قريب للمسألة، مع انطلاق الحوار والمباحثات التي بدأت تحمل ثمارها.
من ناحية أخرى، أكّد رئيس الأساقفة أنّ دبلوماسيّي الفاتيكان يعملون مع أشخاص على الأرض لتشجيع الحوار بين الأديان، والحوار بين طوائف الديانة الواحدة، حتى في أكثر الأوضاع مأساويّة، على مثال البابا فرنسيس المعروف بمخاطرته بسلامته الخاصة، وبكونه مثالاً يُحتذى به بالنسبة إلى الآخرين. “إن كانت للمرء قناعة وكان إيمانه كبيراً، يكون مستعداً للمخاطرة”. وعلى الرغم من تمتّع دبلوماسيّي الفاتيكان بحرّية الرحيل في حال شعروا أنهم بخطر، يقول رئيس الأساقفة: “نرى مستوى كبيراً من التكرّس والالتزام والتضحية بالذات”، ليعود ويؤكّد أنّه على الجميع أن يشاركوا في إنهاء الصراعات، بما أنّ هذه المسألة “مسألة إدراك ووعي ومجهود”.