بالنسبة إلى أسقف لاس كروتشيز أوسكار كانتو، أعطى البابا فرنسيس رسالة بسيطة للشعب المكسيكي قائلاً لهم: “لم أنساكم”. هكذا عبّر أسقف كانتو الذي يترأّس لجنة الأساقفة الأمركيين حول العدل والسلام الدوليين مؤكّدًا بأنّ زيارة البابا فرنسيس أظهرت للشعب المكسيك بأنّ “الأب الأقدس يهتمّ بكم وبأنّ الله هو معنا حتى في أصعب اللحظات وحتى في أحلك الظروف في الحياة”. وكان واحدًا من بين أسقفين أمريكيين شارك في كل قداس ترأّسه البابا فرنسيس في المكسيك في خلال زيارته التي امتدّت من 12 شباط حتى 18 منه.
تحدّث الأسقف إلى وكالة الأنباء الكاثوليكية يوم الخميس 25 شباط وأشار إلى أنّ البابا كان حاضرًا في المكسيك كراعٍ وتصرّف بروح سيدة غوادالوبي مشجّعًا كل الضحايا الذين وقعوا نتيجة العنف وداعيًا الشبيبة لكي يساهموا في خير المجتمع والمكسيك. وأضاف: “نحن كمسيحيين شعب رجاء”. وأما عن المهجّرين فقال: “أظنّ أنّ البابا فرنسيس أراد أن يعطي وجهًا إنسانيًا للمهاجرين. إنهم أناس. إنهم بشر. وغالبيتهم يتحّلون بالنوايا الحسنة وهم أناس طيبون”.
“إنّ هؤلاء المهاجرين يحاولون أن يهربوا من العنف والفقر المدقع والاقتصاد السيء. لقد شجّع الناس على أن ينظروا إلى جذور أسباب الهجرة: الاقتصادية والتجارية… أظنّ أنه يوجد حلول معقولة تتوافق وروح الإنجيل. بالنسبة إلى الأسقف، تحدّث البابا فرنسيس بشكل صارم مع الحكومة المكسيكية وجعلها تدرك مسؤوليتها تجاه شعبها حتى يستطيع الناس تربية عائلاتهم وأن لا يُجبَروا على الهجرة”.
وتابع: “لا تؤمن الكنيسة بالحدود المفتوحة بل بحقّ حماية حدود البلاد. كما وشجّعت الكنيسة كل البلدان على التعاون مع جيرانها”. وقد لعبت الهجرة دورًا هامًا في حياة الأسقف إذ وصل والده من الولايات المتحدة إلى المكسيك في منتصف الخمسينيات بهدف البحث عن العمل. كما وتجدر الإشارة إلى أنّ الأسقف كانتو هو واحد من الموقّعين على العريضة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول الوضع الذي يواجهه المسيحيون في العراق وسوريا وتطلب العريضة من الحكومة الأمريكية أن تعترف بالأعمال الوحشية التي تقوم بها الدولة الإسلامية بحق المسيحيين وكل الأقليات الأخرى واعتبارها مجزرة.