Candlelight

Pixabay CC0

البطريرك الراعي يترأس رتبة الغسل في سجن روميه، الخميس 24 آذار 2016

ترأس البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 24 آذار 2016، في باحة مبنى المحكومين في سجن روميه المركزي، قداس رتبة الغسل، وعاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح، المشرف على المحاكم المارونية وعلى توزيع العدالة فيها المطران حنا […]

Share this Entry

ترأس البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الخميس 24 آذار 2016، في باحة مبنى المحكومين في سجن روميه المركزي، قداس رتبة الغسل، وعاونه النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح، المشرف على المحاكم المارونية وعلى توزيع العدالة فيها المطران حنا علوان، رئيس اللجنة الأسقفية عدالة وسلام المطران شكرالله نبيل الحاج راعي ابرشية صور للموارنة، المرشد العام للسجون الخوري جوزيف العنداري، مديرالمركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو ابو كسم ومنسق السجون في الشرق الأوسط الاب ايلي نصر، بحضور العقيد مارون قبياتي قائد فوج المغاوير ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، قائد الدرك العميد جوزف الحلو ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد وليد عون ممثلا مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الرائد جوزيف غفري ممثلا مدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، قائد منطقة جبل لبنان الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد جهاد الحويك، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، القاضي فادي عقيقي ممثلا مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، المدعي العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم، قائد سرية السجون العقيد محمد دسوقي، قائد سرية الجديدة المقدم نضال رمال وآمر مفرزة جبل لبنان المقدم مصطفى بدران، رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة، وفد من المرشدية العامة للسجون، الرئيس العام لجماعة رسالة حياة الأب وسام معلوف، راهبات من رهبانيات: القديسة تريز، الانطونية، سيدة السلام، الراعي الصالح والمحبة وهيئات مدنية تعنى بشأن السجون. كذلك شارك في الرتبة نحو 71 سجينا من مختلف اقسام السجن ومنهم 39 من المبنى أ،  22 من مبنى الأحداث، و10 من المبنى “د”، إضافة الى 12 سجينا جسدوا مشهد تلاميذ يسوع ال12 الذين غسل اقدامهم في يوم خميس الأسرار.

وبعد الانجيل، ألقى البطريرك الراعي عظة قال فيها: ” أحب يسوع خاصته الذين في العالم، احبهم للغاية وحتى النهاية. يسعدني في هذا اليوم المقدس ان احيي اخواني السادة المطارنة والآباء ومرشدية السجون من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، واحيي سعادة المدعي العام والقضاة والقادة الأمنيين والعسكريين وممثليهم في قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني والدفاع المدني والأمن العام وامن الدولة. وتحية الى السجناء والتلاميذ الإثني عشر الذين مثلوا دور الرسل والرب غسل ارجلهم. هذا الإحتفال الذي نقيمه اليوم في سجن روميه نود ان يكون احتفالا في كل السجون اللبنانية، ولكن الكل حاضر معنا لأننا لا نستطيع ان نكون في كل السجون اللبنانية انهم حاضرون في صلاتنا ومحبتنا وبنوع خاص في محبة يسوع المسيح. في مثل هذا اليوم بالذات من 2000 سنة، اسس الرب يسوع سرا عظيما: سر القربان الذي يستبق فيه آلامه وموته وقيامته لكي يبقى حاضرا بيننا ومعنا. هذا الإله صار انسانا لكي يتضامن مع كل انسان في اية حال كان، ولكي يمشي الطريق مع كل انسان واليوم اود ان اقول للإخوة والأخوات المساجين في اي سجن كانوا ان المسيح يمشي معكم ايضا سواء كنتم على حق او لا ومهما كانت جريمتكم والرب يسوع متضامن معكم. وعندما صلب المسيح وصلب معه المحكومين الإثنين بجرائم كان هناك موقفان. الاول وهو موقف التجديف لأن احدهم قال له ان كنت انت المسيح فانزل وانزلنا معك عن الصليب. اما موقف المجرم الثاني فكان التوبة، لقد فتح قلبه للمسيح واحس ان الرب يسوع متضامن معه. وانتهر رفيقه قائلا لا يجوز ان نجدف فهذا الإنسان لم يقترف اية جريمة وحكم ظلما اما نحن فبحق. وتوجه الى الرب قائلا يا سيد اذكرني عندما تاتي في ملكوت الله. انه فعل توبة عظيم.  وكان جواب الرب له اليوم تكون معي في الفردوس. اقول لكل سجين في لبنان مهما كانت ظروفه واحكامه وحالته ان الرب يسوع هو معكم خلف القضبان. عليكم ان تعرفوا كيف تلتقون بيسوع وكيف تعبرون له عن محبتكم وتوبتكم.”

وتابع غبطته:” عندما تعرفنا الى التلاميذ قبل ان نأتي الى هنا علمنا ان من بينهم من نال حكما مؤبدا واخرين قضوا سنوات من احكامهم، كل هذه الحالات من اقسى صعوباتها الى اسهلها لا تمنعكم من  ان تدخلوا معكم خلف القضبان يسوع المسيح، هو الذي امرنا ونحن اليوم نلبي امره ووصيته عندما قال “كنت سجينا فزرتموني”، وكان يعني كل سجينة وسجين في العالم كله. لقد قال لنا ستدانون على هذا. انا أحيي كل من يعتني بالسجناء من قوى أمن ودرك ومسؤولين واهل وزوار وجمعيات واقول لهم: إننا مع كائنات بشرية داخل السجن، نعم لقد صنعوا فعلا أوجب دخولهم الى السجن ولكن اكرر انهم كائنات بشرية افتداهم المسيح بدمه وبموته على الصليب. والسجن كان من طبيعته ان يساعد الإنسان على العودة الى نفسه ويعيش ملء انسانيته شرط ان تكون له الظروف الملائمة في السجن لكي يعيش هذه الإنسانية. اوجه تحية كبيرة لمرشدية السجون من اباء ورهبان وراهبات وعلمانيين  يحملون محبة المسيح للسجناء، بوقوفهم الى جانبهم، أشكرهم لأنهم يحملون هم السجناء ومشاكلهم وهم يحملون هذه الهموم والحاجات للمسؤولين. ونحن نتأمل ان تتمكن الدولة اللبنانية بكل اجهزتها المسؤولة من توفير الحاجات التي يعاني منها الجميع وهي باتت معروفة من قبل الجميع سواء كان من  ضيق المكان والحاجة الى الأبنية او من الشؤون الصحية والإستشفائية والطبية، كذلك لناحية الامن داخل السجن الذي يشهد احيانا معاناة تتمثل باعتداءات مؤلمة، فهناك من يستقوي على غيره ويعتدي على غيره اعتداءات متنوعة ومذلة لكرامة السجناء من المؤكد ان هناك معاناة كثيرة في الداخل ومنها ما هو قانوني وقضائي من احكام تتأخر واشخاص لم يحكم عليهم بعد، وآخرين تم نسيانهم ومنهم من انهى فترة الحكم وهو لا يزال في السجن هذه عناوين انتم تحملونها في قلوبكم والرب يسوع عندما يأمرنا بزيارة السجين فهو يعني كل هذه الامور”.

 وأضاف غبطته :”الزيارة ليست زيارة حسية فحسب، انما هي زيارة طبية وانسانية واجتماعية واخلاقية. كل انسان افتداه ربنا بموته على الصليب وهذا الفداء يستمر كل يوم وفي كل مرة يكون فيها الكاهن على المذبح هنا تستمر ذبيحة الفداء التي حصلت دمويا على جبل الجلجلة انها تتم الآن وهنا وعلى كل مذبح لفداء كل انسان. نحن حريصون ان نكون معكم كل خميس اسرار كما في كل عام لنقول انه يوم الذي اسس فيه الرب يسوع سر القربان ليكون حاضرا مع كل انسان.  كنتم انتم في خاطره وكل انسان متألم هو في خاطر يسوع الذي يقول “أنا معك لكي اقويك واعزيك واهديك واعيدك الى الله وانا دائما الى جانبك”. ان يسوع المتضامن معنا حوكم أيضا وهو بريء لم يتمكنوا من ايجاد تهمة ضده ليحكموا عليه فنقلوه من قاض الى قاض ثم اعادوه الى بيلاطس ولم يتمكنوا من ادانته  ومع ذلك حكم ظلما وصلب عنا.  المحكوم والمظلوم ومن يعيش العدالة فليفكر بيسوع. نعم يسوع متضامن مع كل انسان مع كل سجين ومظلوم ليخفف من آلامه. ان هذا اليوم هو يوم مقدس وهو عزيز على قلبنا. لقد اظهر الرب يسوع كل محبته عندما اسس سر القربان الذي هو سر جسده ودمه  ليكون ذبيحة فداء عن كل شرور البشر ووليمة حياة روحية لكل انسان وفي هذا الوقت المقدس قام وغسل ارجل التلامذة وقال لنا لقد “تركت لكم قدوة” لأنه لكل انسان قيمة هو المخلوق على صورة الله وافتداه الرب بدمه والروح القدس جعله هيكلا له لذلك اصبح لكل انسان قيمة ولذلك انحنى الرب السيد ايضا وغسل ارجل البشر وقبلها قبلة الحب وقال لنا هذه هي مدرسة التواضع والخدمة والبذل والعطاء.”

 وختم غبطته: “اخوتي المساجين، حاولوا ان تعطوا معنى لحياتكم فهذا المعنى يعطيكم اياه يسوع المسيح. وانتم ايها المسؤولون ومع كلمة الشكر اود ان  اقول لكم إننا بهذه الروح نتعاطى ونتعامل مع اخوتنا الذين وجدوا في هذا المكان باسم العدالة. ايها الرب يسوع اليوم أوصلت محبتك الى كل البشر عندما قدمت ذاتك ذبيحة فداء عن كل انسان دافعت عنا كلنا واعطيتنا جسدك ودمك لكي نعيش حياة جديدة وتركت لنا سر القربان، لكي نستمد منه كل معنى لوجعنا وكل قوة لضعفنا . لك المجد الى الأبد. آمين.”

 وخدمت القداس جوقة جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، وأنشدت الترانيم كاتيا حرب والاخ وسيم بدران، كما رفعت على واجهة قاعة عدالة ورحمة المخصصة لرفع الصلوات والإحتفال بالمناسبات الدينية، راية كبيرة حملت شعار الرحمة الالهية.

وفي ختام القداس القى المطران الحاج كلمة رحب فيها بالمشاركين مثنيا على زيارة صاحب الغبطة للسجن والإحتفال برتبة الغسل وقال:” لقد احببنا هذه السنة يا صاحب الغبطة ان تكون هذه الذبيحة الإلهية اليوم تحت عنوان الرحمة الإلهية التي ارادها قداسة البابا فرنسيس وليكون هذا القداس قداس رجاء وسلام للسجناء. ونردد اليوم ان هذا العهد هو عهد الرجاء والأمل في يوم الفصح المجيد. ونسأل الله ان يمدكم يا صاحب الغبطة بالصحة والعافية والقوة لتتابعوا رسالتكم. وهذا القداس يدعونا كما دعيتنا غبطتكم لأن نرتفع فوق الذات لكي نشكر الله الذي يفتح امامنا طريق الرحمة والغفران والأمل بغد أفضل. ان التحدي كبير جدا امام السجناء اليوم الذين يمثلون دور تلاميذ يسوع المسيح وفعلا هم سيبقون تلاميذ المسيح واحباء المسيح. نشكر كل من يهتم بالسجن ولا سيما القادة الامنيين الذين يسهلون عملنا في المرشدية وهم دائما الى جانبنا في خدمة السجين. نجدد العهد امامكم يا صاحب الغبطة باننا ككنيسة سنكون في خدمة المساجين والوطن. “

وتوجه الحاج للمسؤلين الموجودين قائلا: “نأمل ان نعمل معا يدا بيد لنوفر للمسجون كرامته لأنه انسان يحمل صورة الله. والرب يعطيكم انتم القادة الذين تهتمون بالعدالة نعمة الروح القدس لكي تحكموا بالعدل وتكونون قدوة لنا بالوطنية والخدمة والعدل والسلام.”

بعدها قدم السجين فيليبي ماسيتاو وهو برازيلي الجنسية رسما لصاحب الغبطة، على وقع هتافات المساجين الموجودين في مبنى المحكومين المرحبين بزيارة البطريرك والمطالبين بالعفو العام.

وفي حديث مع الإعلاميين وردا على عدد من الأسئلة أكد البطريرك الراعي انه” وبالعودة الى ايام السيد المسيح لطالما طالب الشعب بالعفو وهذا يتم عادة بمناسبة الأعياد.  ونحن اليوم في سنة الرحمة وهي مناسبة لإصدار عفو على من يستحقون، وهذا يقتضي من الدولة والقضاء ان يكون قد درس اوضاعهم وحالاتهم، وانا سأطلب من سيدنا المطران شكرالله رئيس اللجنة الأسقفية لعدالة وسلام والمرشدية للسجون دراسة بعض الحالات لكي نتمكن من تقديمها رسميا للدولة ونطالب بالعفو الممكن للأشخاص من الجميل ان نعيش هذه المناسبة في سنة الرحمة العالمية.”

وعن لقائه بالنائب حسن يعقوب اعلن البطريرك الراعي انه لم يلتقيه وقال:” لم نلتقي بالنائب يعقوب انا اود توجيه تحية له كما لباقي السجناء، وتمنياتنا وبشكل عام ان تكون الإفادة ليس بتوقيف الناس وانما محاكمتهم والتسريع بالمحاكمات وعندما تثبت الأمور ما من احد سيختلف حول نيل الجزاء ولكن هناك الكثير من الموقوفين الذين لم تتم محاكمتهم بعد. نحن نناشد القضاء اللبناني بانه لا يجوز ان يبقى هؤلاء الأشخاص في السجون فهم لديهم عائلات واهالي وهم كائنات بشرية لهم الحق بالعيش الكريم. “

وعن انتخاب رئيس للجمهورية اشارغبطته”: انا اقول منذ سنتين لماذا لم ننتخب رئيسا. لا افهم حتى الساعة ما هو السبب والمبرر انا لا ارى اي مبرر للكتل السياسية والنيابية بعدم انتخابها رئيسا للبلاد. هذا واجبهم من باب الدستور واي شرح آخر انا ارفضه شخصيا. الدستور واضح اذا حدث فراغ يلتئم فورا المجلس لإنتخاب رئيس. انا اعتبر ان هذا خطا كبيرا جدا ارتكبته الكتل السياسية والنيابية حتى اليوم والبرهان اننا منزل من دون سقف وهو مهدد بالإنهيار.”

وعن وضع السجن وقدرته الإستيعابية اكد البطريرك الراعي “اننا نطالب كما القوى الأمنية والمسؤولين بايجاد حل للأمر. الجميع يعاني من تضخم العدد في السجن وعدم القدرة على استيعاب العدد المحدد و العدد الحالي اليوم  يشكل اكثر من ضعف العدد المطلوب وهذا امر غير مقبول. من المفروض ان تبني الدولة ابنية، ولقد قال لي قائد الدرك انهم يحتاجون الى خمسة ابنية كحد ادنى وهذا امر لازم والدولة اللبنانية مجبرة على تنفيذه وهذا امر من باب الإنسانية والتقدم والرقي. لا يجوز ان تبقى سجوننا على ما هي عليه هؤلاء كائنات بشرية لها قيمتها عند الله لا يمكن للدولة ان تكدسهم فوق بعضهم البعض هذا لا يجوز.”

وكان غبطته قبيل توجهه الى مبنى المحكومين للإحتفال برتبة الغسل قد زار قيادة موسيقى قوى الأمن الداخلي حيث قدمت له مراسم التكريم. بعدها التقى غبطته قائد الدرك العميد جوزيف الحلو الذي كان في استقباله مع عدد من قادة المناطق وآمري الفصائل في مكتب قائد موسيقى قوى الأمن المقدم زياد مراد وكان عرض عام لوضع السجن واهم المشاكل والعقبات التي يعاني منها. وللمناسبة قدم المقدم مراد و مساعده الرائد انطوان طعمه لغبطته درعا تكريمية شاكرين زيارته ودعمه.

Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير