أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نتوقف اليوم لنتأمّل معًا بمثل الرّاعي الصّالح الذي يحمل على كتفَيه الخروف الضّائع. إنّ هذه الأيقونة تمثّل على الدّوام اهتمام يسوع بالخطأة ورحمة الله الذي لا يستسلم أبدًا لفقدان أحد. يخبر يسوع المثل ليفهمنا أنّه لا ينبغي أن يُشكِّكنا قربه من الخطأة ، بل على العكس ينبغي أن يولّد في الجّميع تأمُّلاً جادًّا حول كيفيّة عيشنا لإيماننا. يبدأ المثل بسؤال: “أَيُّ امرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَه مِائةُ خروف فأَضاعَ واحِداً مِنها، لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إِلى الضَّالِّ حتَّى يَجِدَه؟”. إنّها مُفارقة تحمل على الشّكّ في تصرّف الرّاعي؛ لكنَّ التّعليم الذي يريد يسوع أن يعطينا إيّاه هو أنّه لا يمكن لأيّ خروف أن يضيع، لأنَّ الربّ لا يمكنه أن يستسلم لواقع أنّه يمكن لإنسان واحد أن يضيع بل يذهب بحثًا عن الأبناء الضّائعين ليحتفل بعدها ويفرح مع الجّميع لأنّه وجدهم. أيها الأعزاء، ينبغي علينا أن نتأمّل غالبًا في هذا المثل، لأنّه في رؤية يسوع لا توجد خراف ضائعة، وإنّما خراف ينبغي إيجادها. بالتّالي فإنّ وجهة النّظر هي ديناميكيّة، منفتحة، مُحفِّزة وخلاّقة، تدفعنا للخروج للبحث والإنطلاق في مسيرة أخوّة لأننا جميعنا خراف وجدتها رحمة الربّ وجمعتها، ومدعوّون لنجمع معه القطيع كلّه.
(موقع الفاتيكان)