لمناسبة منح البابا فرنسيس جائزة شارلمان الدولية للعام 2016 نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا لسفيرة ألمانيا لدى الكرسي الرسولي السيدة أنّيت شافان التي ذكّرت بكلمة البابا فرنسيس إلى أعضاء البرلمان الأوروبي في تشرين الثاني نوفمبر من العام 2014 عندما قال: لقد آن الأوان كي نبني معا أوروبا التي تتمحور حول قدسية الكائن البشري والقيم الأساسية لا حول الاقتصاد”. وأوضحت الدبلوماسية الألمانية أن اللجنة الإدارية لجائزة شارلمان الدولية مقتنعة تمام الاقتناع بالدعوة التي أطلقها البابا فرنسيس وتعتبر أن هذا الأخير يمثّل صوت الضمير الذي يحثنا على جعل الكائن البشري محورا لأي نشاط نقوم به. وهذا هو السبب الذي حمل اللجنة على منح هذه الجائزة الأوروبية المرموقة للبابا فرنسيس.
وأشارت السيدة شافان في هذا السياق إلى الرسالة المشجعة التي أطلقها البابا خلال زيارته لستراسبورغ، والرسالة العامة “كن مسبحا”، وزيارته إلى جزيرة لامبدوزا الإيطالية، فضلا عن مواقفه الداعمة للاجئين وتذكيره أوروبا بضرورة تحمّل مسؤولياتها. بعدها أوضحت سفيرة ألمانيا لدى الكرسي الرسولي أن فرنسيس هو ثاني بابا يُمنح هذه الجائزة، بعد أن نالها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في العام 2004 نظرا للإسهام الذي قدمه في عملية توحيد أوروبا. وذكّرت بأن هذا الأخير شجع الحركة النقابية البولندية “سوليدارنوش” على القيام بثورة سلمية شارك فيه أيضا العديد من مسيحيي أوروبا الوسطى والشرقية وساهم هذا الأمر في إعادة توحيد القارة القديمة.
واعتبرت الدبلوماسية الألمانية أن البابا فرنسيس يضع اليوم أوروبا الموحدة أمام مسؤولياتها فيما يتعلق بالكرامة البشرية في عالمنا المعولم وهذا يحصل في مرحلة يبدو فيها أن أوروبا فقدت البوصلة وتزعزعت أسسها المرتكزة إلى القيم. وقد أدرك الآباء المؤسسون أهمية الحفاظ على السلام ومواجهة التحديات المطروحة آنذاك، وكانوا مقتنعين، بعد نهاية الحربين العالميتين، بأن الوحدة الاقتصادية ينبغي أن تمثل بداية للمسيرة الأوروبية. وقد تحدث البابا يوحنا بولس الثاني إلى البرلمان الأوروبي في ستراسبوغ عام 1988 عن ضرورة انثقاف المسيحية في أوروبا والمعنى الهام الذي توليه الجذور المسيحية لمفهوم الإنسان الذي يتمتع بكرامة وحقوق أساسية.
وختمت سفيرة ألمانيا لدى الكرسي الرسولي مقالها مشيرة إلى أن جائزة شارلمان الدولية تُنمح للبابا فرنسيس في الوقت المناسب وفي سنة مهمة بالنسبة لأوروبا، ولفتت إلى أن الجائزة تساهم في توعية الجماعة الأوروبية لأن القارة هي اليوم بأمس الحاجة لهذا الأمر كي لا تقع فريسة الأنانيات الوطنية.
(إذاعة الفاتيكان)