بمناسبة يوم الصداقة القبطيّة الكاثوليكية وجّه قداسة البابا فرنسيس صباح الثلاثاء رسالة إلى بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضرس الثاني عبّر فيها عن فرحه بالروابط الروحية العميقة التي تجمع بين كرسي بطرس وكرسي مرقس وقال بالامتنان للرب إلهنا أذكر الخطوات التي قمنا بها معًا على طريق المصالحة والصداقة. فبعد قرون من الصمت وسوء التفاهم والمواقف العدائية، بدأ اللقاء المتزايد بين الكاثوليك والأقباط، والدخول في حوار، والتعاون معًا في إعلان الإنجيل وخدمة البشريّة. بروح الصداقة المتجدد هذا يساعدنا الرب كي نرى أن الرابط الذي يجمعنا يولد من الدعوة والرسالة عينهما اللتين نلناهما من الآب في يوم معموديّتنا. في الواقع ومن خلال المعموديّة نصبح أعضاء في جسد المسيح الواحد الذي هو الكنيسة، شعب الله الذي يشيد بآياته (راجع 1 بط 2، 9). ليوحّدنا الروح القدس، المحرّك الأساسي وموزّع جميع النعم في رباط المحبّة المسيحية ويقودنا في حجّنا المشترك في الحقيقة والمحبة نحو الشركة الكاملة.
تابع البابا فرنسيس يقول بالرغم من أننا لا نزال نسير نحو اليوم الذي سنجتمع فيه على المائدة الافخارستية الواحدة، لكن بإمكاننا أن نُظهر منذ الآن الشركة التي تجمعنا. يمكن للأقباط والكاثوليك أن يشهدوا معًا للقيم المهمّة كالقداسة وكرامة الحياة البشريّة وقداسة الزواج وحياة العائلة واحترام الخليقة التي أوكلها الله إلينا. إن الأقباط والكاثوليك مدعوون إزاء العديد من التحديات المعاصرة ليقدّموا جوابًا مُشتركًا يقوم على الإنجيل. وفيما نتابع حجنا الأرضي، إن تعلّمنا أن نحمل أثقال بعضنا البعض ونتبادل الإرث الغني لتقاليدنا فسنرى بوضوح عندها أن ما يجمعنا هو أعظم مما يفصلنا.
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول إن أفكاري وصلواتي اليوميّة هي مع الجماعات المسيحيّة في مصر والشرق الأوسط التي تعاني بأكثريّتها من صعوبات كثيرة وأوضاع مأساويّة. كما وأُدركُ تمامًا اهتمامكم البالغ بالوضع في الشرق الأوسط ولاسيما في العراق وسوريا حيث يواجه إخوتنا وأخواتنا المسيحيين وجماعات دينيّة أخرى صعوبات ومحن يوميّة. ليمنح الله أبانا السلام والعزاء لجميع المتألّمين ويُلهم الجماعة الدوليّة لكي تجيب بحكمة وعدل على هذا العنف الذي لا سابق له.
المصدر: إذاعة الفاتيكان