[تابع البابا اليوم تعاليمه حول الرحمة متأملا بمثل الآب الرحيم، الذي يكشف لنا عن رحمة الله اللامتناهية؛ وقد شدد قداسته على أن بنوتنا لله هي ثمرة محبة قلب الآب ورحمته؛ ولا تتعلق بفضائلنا أو بأعمالنا. وقد توقف البابا عند موقف كل من الابنين، مبينا حاجة كليهما إلى رحمة الآب لهما وإلى قبول علاقة الأخوة بينهما. فالابن الأول الذي هجر بيت أبيه، عاد معترفا بذنبه وطالبا أن يعمل لديه كخادم لأنه لم يعد أهلا لأن يكون ابنا. وهنا أكد البابا أنه لا يجب أن ننسى أبدا أننا نبقى، بالرغم من كل شيء، أبناء لله، أبناء لأب يحبنا وينتظر توبتنا وعودتنا. أما الابن الأكبر، والذي بقي مع الآب طيلة الأيام، فكان ينتظر مكافأة لطاعته. وذكر البابا هنا بأننا لا نبقى في بيت الآب كي نحصل على مكافأة، إنما لأننا معه نحيا كرامة البنوة، ونتشارك المسؤولية والأخوة. وختم البابا كلمته داعيا الجميع إلى مشاركة الآب بفرح أخوة أبنائه وبالتنعم برحمته، كي نصبح “رحماء كما أن أبانا السماوي هو رحيم”].
أتوجه بتحية قلبية للحجاج الناطقين باللغة العربية، وخاصة بالقادمين من لبنان ومن سوريا. إن رحمة الله التي تظهر لنا في مثل الآب الرحيم هي رحمة لا تسعى لعقاب الابن الضال بل إلى علاجه وإلى إعادته للبنوة التي فقدها بالخطيئة وبالعصيان. لنطلب من الله أن يتوبنا لنعود فنحيا كأبناء لله وكأخوة فيما بيننا. ليبارككم الرب ويحرسكم من الشرير!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana