Cardinal Béchara Boutros Raï

ACN

الراعي: "المسيح اياه هو راعي الجماعة ورأسُها، والروح يجمعها برباط المحبة والوحدة"

عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي – كنيسة سيدة لبنان في جوهانسبيرغ

Share this Entry

“إذهبوا وتلمذوا جميعَ الأمم(متى 28: 19)

1. نحتفل في هذا الأحد الذي يلي عيد العنصرة، بحسب الليتورجيا السريانية الانطاكية المارونية، بعيد الثالوث الأقدس. فباسمه نبدأ كلّ يوم وعمل وحالة، ولمجده ننهي وإليه نتوق. وقد تسلّمت الكنيسة، بشخص الرسل الأحد عشر، من المسيح الربّ، رسالتها المثلَّثة: التعليم والتقديس والتدبير، لتقوم بها باسم الثالوث الأقدس ولمجده. من المسيح رأسها تستمدّ الكنيسة القوّة والثبات والرجاء، في جميع الظروف الحلوة والمرّة، السهلة والصعبة. وفي المسيح تجد ضمانة نجاح رسالتها المثلَّثة، بحسب وعده: “وها أنا معكم حتى نهاية العالم” (متى 28: 20).

2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهية في كنيسة سيدة لبنان هنا في Johannesburg بحضور سيادة المطرانTaghale  Butiرئيس أساقفة هذه الأبرشية العزيزة. فأحيّيه تحيّة أخويّة حارّة، وأشكره على حضوره، وعلى رعايته الجماعة المارونية والمسيحية اللبنانية والمشرقية، بالتعاون الكامل مع الآباء المرسلين اللبنانيِّين الموارنة الذين يخدمون رعايانا المارونية منذ ثماني وثمانين سنة. وقد سبقهم في الخدمة كاهنان أبرشيّان ابتداءً من سنة 1905. وإنّي أعرب عن امتناني وتقديري للآباء المرسلين اللبنانيِّين الذين يقومون اليوم برسالة التعليم والتقديس والتدبير في أفريقيا الجنوبية النبيلة، ولجمعيّتهم بشخص رئيسها العام قدس الاب مالك بو طانوس ومشيرها العام الاب فادي تابت الحاضرين معنا. وأشكركم سيادة الأخ الجليل، رئيس أساقفة الأبرشية على تعاونكم مع الزائر الرسولي لموارنة أفريقيا الجنوبية الخوراسقف سيمون فضول، إكسرخوس أفريقيا الغربية والوسطى، الحاضر هو أيضًا معنا. وفي المناسبة أحيّي وأشكر جميع مطارنة الأبرشيات في هذه البلاد العزيزة وكهنة الرعايا الذين يعنون بأبناء وبنات كنيستنا الانطاكية المارونية المنشرين في مختلف المناطق والأبرشيات.

3. ويسعدني أيضًا أن أحيِّي سيادة السفير البابوي الجديد المطران Peter Wells ونشكره على حضوره معنا، كما أحيِّي معاونه المستشار الأوّل المونسنيور Kevin، نهنّئكم سيادة السفير البابوي بترقيتكم إلى الدرجة الأسقفية بوضع يد قداسة البابا فرنسيس منذ شهرَين، وبتسلّمكم رسالتَكم الديبلوماسية باسم قداسة البابا كسفير بابوي في أفريقيا الجنوبية وأربعة بلدان أخرى مجاورة لها. إنّنا نصلّي من أجل نجاح رسالتكم لمجد الله وخير الكنيسة في هذه البلاد وفي البلدان الأخرى. ونطلب إليكم أن تنقلوا إلى الأب الأقدس محبّتنا لشخصه وصلاتنا الدائمة على نيّته، لكي يحقِّق اللهُ أمنياته الكبيرة في خدمته العليا للكنيسة الجامعة، فيما يقود فيها رسالة التعليم والتقديس والتدبير.

4. ويسعدني أن أحيِّي ايضًا السلطات المدنيّة في هذه البلاد العزيزة، والكهنة والرهبان والراهبات المشاركين في هذه الليتورجيا الإلهية، وكلّ جماعة المؤمنين، والهيئتَين الإدارية والتعليمية وتلامذة مدرسة سيدة لبنان وأهاليهم. وقد زرناهم في أوّل من أمس، وباركنا مبنى الرياضة الجديد، ووضعنا الحجر الأساس للقاعة الراعوية. إنّنا، إذ نشكر الآباء المرسلين اللبنانيِّين والأسرة التربوية على تربية الأجيال الطالعة، موفِّرين لها أحسن علم، وأفضل تربية على القيم الروحية والإنسانية والوطنية، نرجو لهذه المدرسة دوام النجاح والازدهار. ونتطلّع معهم إلى مستقبلها بحيث تصبح متكاملة بمراحلها الثلاث الابتدائية والتكميلية والثانوية، من أجل شمولية رسالة التعليم والتربية فيها.

5. لقد أتينا من لبنان مع سيادة النائب البطريركي العام، ومسؤولي المؤسّسة المارونية للانتشار وممثِّل الرابطة المارونية السفير شربل اسطفان مؤسِّس البعثة الديبلوماسية اللبنانية في أفريقيا الجنوبية. أتينا في زيارة راعوية لكي نتعرف الى جاليتنا اللبنانية والمارونية، والى اوضاعها. وانّا نحيي جميع افرادها وعائلاتهم، وعلى رأسهم سعادة القائم باعمال السفارة اللبنانية في اقريقيا الجنوبية السيد آرا ختشادوريان وزوجته وطاقم السفارة اللبنانية. غاية الزيارة الراعوية تشديد الروابط الروحية مع الكنيسة الام في لبنان، من خلال العمل الراعوي والرسولي، على قاعدة “الشركة والمحبة”. واتينا لكي نشدِّد روابط اللبنانيِّين والمتحدِّرين من أصل لبناني في هذه البلاد العزيزة مع الوطن الأمّ لبنان، على كلّ المستويات، وبخاصّة على مستوى المحافظة على حقوقهم المدنية، عبر قيود نفوسهم في السجلّات اللبنانية والحصول على الجنسية، وعلى مستوى الربط بين شبيبتنا في أفريقيا الجنوبية وشبيبتنا في لبنان من خلال برامج الأكاديمية المارونية التابعة للمؤسّسة المارونية  للانتشار.

إنّنا نصلّي من أجل الاستقرار في لبنان وانتخاب رئيسٍ للجمهورية. ونصلّي من أجل إيقاف الحروب والنزاعات في فلسطين والعراق وسوريا وسواها، وإحلال سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع النازحين واللاجئين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم حفاظًا على هويّتهم الثقافية.

6. “إذهبوا: تلمذوا جميع الامم؛ وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس؛ ودبّروا معهم كل ما أوصيتكم به”(متى 29: 19-20).

بهذه الكلمات وبهذا الإرسال سلَّم الربّ يسوع رعاة الكنيسة، الأساقفة والكهنة، ومعاونيهم من مكرَّسين ومكرَّسات ومؤمنين، سلطانَه الإلهي لكي يعلّموا ويقدّسوا ويدبّروا جماعة المؤمنين باسم المسيح وبشخصه. لقد أشركهم في وظائفه الكهنوتية الثلاث، بحكم الدرجة المقدَّسة، فهو المعلِّم والكلمة، وهو الكاهن والذبيحة، وهو الملك والملكوت. فإن علّموا كلمة الله فالمسيح نفسه يعلّم بألسنتهم، والروح القدس يفتح أذهان المؤمنين ليفهموا. وإن قدّموا الذبيحة المقدسة ومنحوا الأسرار، فالمسيح عينه هو الذبيحة وهو مقرِّبُها، والروح القدس يقدّسنا بنعمتها. وإن دبّروا جماعة المؤمنين على أساس الحقيقة والمحبة والأخوّة، فالمسيح اياه هو راعي الجماعة ورأسُها، والروح يجمعها برباط المحبة والوحدة.

ونحن جميعنا، بحكم المعمودية والميرون والقربان، شركاء في كهنوت المسيح المثلّث: نفتح عقولنا لقبول كلمة الله فنؤمن، ونفتح إراداتنا لقبول نعمة الاسرار الخلاصية فنتقدّس، ونفتح قلوبنا لعطيّة الروح القدس الذي يسكب المحبة فينا، فنعيش حضارة المحبة لله ولجميع الناس. والكلّ ينبع من محبة الآب الذي منه كل عطية صالحة.

في هذا العيد المقدس نرفع كلّ مجد وتسبيح لله الواحد في الطبيعة والمثلّث الأقانيم، الآب والابن والروح القدس، ، الآن وإلى الأبد، آمين

Share this Entry

Staff Reporter

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير