“نحن نملك دين امتنان كبير تجاه جوزف راتزينجر” هذا ما كتبه البابا فرنسيس في مقدّمة كتاب “خادم الله والبشرية. السيرة الذاتية للبابا بندكتس السادس عشر” للكاتب إيليو غيرييرو. وفي مقالة نشرتها صحيفة مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في إيطاليا “أفينيري” Avvenire في 24 آب، يؤكّد البابا فرنسيس “الرباط الروحي المميّز والعميق” الذي يجمعه بسلفه.
أشاد البابا فرنسيس بالفكر “الوفي والمتّزن” للبابا الفخري: “نحن ممتنون كثيرًا ككنيسة لجوزف راتزينجر – بندكتس السادس عشر – على عمق تفكيره اللاهوتي واتّزانه الذي وضعه في خدمة الكنيسة حتى الرمق الأخير”. هذا وحيّى “شجاعة وعزم” البابا بندكتس السادس عشر في مواجهة “الأوضاع الصعبة” مشيرًا بذلك إلى المسيرة التي اجتازها بتواضع وحق بروح التجديد والتطهير”.
صلاته وصداقته الثمينتان
شدّد البابا فرنسيس على “الرباط الروحي” الذي يبقى “عميقًا بامتياز” مؤكّدًا: “إنّ حضوره الخفيّ وصلاته من أجل الكنيسة هما دعم وتعزية مستمرّين لخدمتي. مَن أكثر منه يمكنه أن يفهم أفراح وصعوبات الخدمة في الكنيسة الجامعة والعالم اليوم وأن يبقى قريبًا روحيًا مِن مَن دعاه الرب ليحمل الشعلة؟ لهذا صلاته بالنسبة إليّ هي جدّ ثمينة وأقدّر صداقته كثيرًا”.
وتابع البابا فرنسيس: “في كلّ اللقاءات التي جمعتني به، استطعت أن أختبر احترامه وطاعته فضلاً عن قربه الروحي الوديّ، فرح الصلاة معًا، أخوّة حقيقية وتفهّمه وجهوزيّته الدائمة لإسداء النصائح… بالنسبة إلى الكنيسة، حضور بابا فخري هو تجديد بحد ذاته. وبما أنّ هذين الباباوين يحبّان بعضهما فهذا تجديد جميل جدًا”.
حياة موجّهة نحو الرحمة
أكّد البابا فرنسيس في المقدّمة التي كتبها أنّ “المحبة الرحومة لله هي الخيط الذي يوحّد بعمق الحبريتين الأخيرتين وهي الرسالة الملحّة التي يجب على الكنيسة الخارجة من ذاتها أن تحملها إلى أطراف العالم المشوّه بالصراعات والظلم واستغلال الإنسان”.
وأصرّ على أنّ “مهمّة الكنيسة وخدمة بطرس بصرف النظر عن الأوضاع والأشخاص تقضي بإعلان المحبة الرحومة لله التي يظهرها للعالم. إنّ كل حياة وأعمال جوزف راتزينجر كانت موجّهة إلى هذا الهدف وأنا أبذل قصارى جهدي بمعونة الرب حتى أقتفي أثاره”.