“إشهدوا في حياتكم على ما تنقلونه بالتعليم المسيحي” هذا ما قاله البابا فرنسيس يوم أمس الأحد 25 أيلول لمناسبة يوبيل التعليم المسيحي إلى كلّ المعلّمين الذين اجتمعوا في ساحة القديس بطرس. وقال قبيل صلاة التبشير الملائكي ومنح بركته الأخيرة: “أنا أحييكم أنتم بشكل خاص يا معلّمي التعليم المسيحي. أشكركم على التزامكم في الكنيسة في خدمة التبشير بالإنجيل ونقل الإيمان. لتساعدكم العذراء مريم على المواظبة في طريق الإيمان ولتشهدوا من خلال سيرتكم ما تنقلونه في التعليم المسيحي”.
انطلق البابا من إعلان قيامة يسوع وإعلان المحبة قائلاً: “المسيح قام! ما من مضمون أهمّ، وما من أمر أساسي وحاليّ أكثر من ذلك. إنّ كل مضمون الإيمان يصبح جميلاً إن ارتبط بالأساس، إن فُهم انطلاقًا من إعلان بشرى الفصح. وإن وُضع بعيدًا عن ذلك فقَدَ معناه وقوّته”.
ركّز على إنجيل الأحد الذي يتمحور حول الرجل الغني الذي لم ينتبه إلى لعازر الفقير الملقى عند بابه وأشار إلى أنه يعلّمنا ويساعدنا كي نفهم ما معنى أن نحبّ بالأخص حتى نتجنّب بعض المخاطر وقال: “في الواقع هذا الغني لم يسء إلى أحد إنما يعاني من مرض أكبر من مرض لعازر الذي غطّت القروح جسمه. إنه يعاني من عمى شديد لأنه لا يرى أبعد من عالمه المصنوع من الولائم والملابس الفاخرة. لا يرى أبعد من باب بيته حيث لعازر ملقى لأنه غير مكترث بما يجري في الخارج”…
دعا البابا إلى العودة إلى اختبار المحبة من أجل إعلان محبة المسيح إلى هذا العالم وقال: “عندما نحبّ نعلن أنّ الله محبة ليس من خلال الإقناع ولا من خلال فرض الحقيقة أو الحثّ على الفرائض الدينية أو الأخلاقية. نبشرّ بالمسيح من خلال ملاقاة الناس وإيلاء أهمية لتاريخهم ومسيرتهم”.
ثم ركّز البابا على فرح إعلان بشرى المسيح القائم من بين الأموات: “بما أنّ الرب ليس فكرة إنما شخص حي فإنّ رسالته تصل إلى الجميع من خلال الشهادة البسيطة والصحيحة، من خلال الإصغاء والاستقبال والفرح. لا يمكننا أن نتحدّث عن يسوع بشكل صحيح عندما نكون حزانى ولا يمكننا حتى أن ننقل جمال الله من خلال القيام بالتكهّنات الجميلة. نبشّر بإله الرجاء من خلال عيش إنجيل المحبة اليوم من دون الخوف من الشهادة لذلك تحت أشكال شتى من البشرى”.
هذا والتقى البابا بعد القداس الإلهي بواحد من معلّمي التعليم المسيحي وباركه ورحّب بكل الجموع عند مروره بساحة القديس بطرس في سيارته البابوية. لقد استطاع معلّمو التعليم المسيح أن يعيشوا “يوبيلهم” في روما بالاتحاد مع كل المعلّمين في العالم من خلال المرور من الباب المقدس لبازيليك القديس بطرس لمدّة ثلاثة أيام.
وقد تمحور التعليم الأساسي لهذ اليوبيل حول دعوة القديس متى متأملين بأيقونة موجودة في الكنيسة الرومانية للقديس لويس للفرنسيين التي بقيت أبوابها مفتوحة عند المساء للسماح لمعلّمي التعليم المسيحي الحجاح من تأمّل هذه التحفة التي غالبًا ما كان البابا فرنسيس بنفسه يتأمّل بها.