Pope in Georgia - CTV capture

جورجيا: البلد الذي وجد في المسيحيّة هويّته وأساس قيمه

كلمة الحبر الأعظم أمام رئيس جورجيا

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بعد وصول الأب الأقدس إلى جورجيا، ها هو يلتقي برئيس البلاد وبالمسؤولين عن السلطات المحليّة والمجتمع المدنيّ وبأعضاء السلك الدبلوماسي. وإليكم فيما يلي مقتطفات عن كلمته التي ألقاها على مسامع الحاضرين.

استهلّ الأب الأقدس كلمته “شاكراً الله على فرصة زيارة هذه الأرض المباركة، مكان اللقاءات والتبادل بين الحضارات والثقافات، والبلد الذي وجد في المسيحيّة هويّته وأساس قيمه”.

ثمّ توجّه البابا إلى الرئيس قائلاً إنّه يتذكّر لقاءهما في الفاتيكان السنة الماضية، كما العلاقات الجيّدة التي لطالما تبادلتها جورجيا مع الكرسي الرسولي، شاكراً إيّاه على دعوته وترحيبه به باسم سلطات البلاد وشعب جورجيا.

من ناحية أخرى، قال الحبر الأعظم إنّ تاريخ البلاد يظهر رسوخها في القيم البادية في حضارتها ولغتها وتقاليدها، كما ويدخلها بطريقة مثمرة في الحضارة الأوروبيّة. وأضاف الأب الأقدس أنّ هذا البلد يكاد يكون جسراً طبيعياً بين أوروبا وآسيا، ومِفصلاً يسهّل التواصل والعلاقات بين الشعوب، بعد أن مكّن على مرّ العصور التجارة والحوار ومواجهة الأفكار والاختبارات بين عوالم مختلفة.

ثمّ تطرّق البابا إلى إعلان استقلال جورجيا الذي حصل منذ 25 سنة، قائلاً إنّ جورجيا شيّدت مؤسساتها الديمقراطية ورسّختها طوال هذه الفترة، فيما كانت تستعيد حرّيتها، كما وبحثت عن سبل لضمان تطوّر أصيل بقدر الإمكان. ولم ينسَ البابا أن يشير إلى أنّ هذا كلّه حصل ضمن تضحيات واجهها الشعب ببسالة، لبلوغ الحريّة التي لطالما رغب بها. ثمّ تمنّى البابا أن يتتابع طريق السلام والتطوّر مع تضامن جميع مكوّنات المجتمع، لخلق شروط الاستقرار والمساواة واحترام الشرعيّة ومضاعفة الفرص للجميع.

وفي سياق متّصل، قال البابا إنّ هذا التطوّر له شرط أساسي، ألا وهو التعايش السلميّ بين جميع الشعوب وبلدان المنطقة، مؤكّداً أنّ الأمر يتطلّب مضاعفة في مشاعر التقدير المتبادلة التي لا يمكن أن تهمل احترام امتيازات كلّ بلد ضمن إطار القانون الدوليّ. وأشار الأب الأقدس أنّ فتح أبواب السلام المستدام تتطلّب أن تكون مبادىء العلاقات بين البلدان في خدمة التعايش الحسّي والمسالم بين الأمم، خاصّة في هذه الفترة التاريخيّة التي لا ينقص فيها التطرّف، الذي يشوّه بدوره بعض المبادىء الدينيّة ويخدم مخطّطات خاصّة بالهيمنة وبالموت. “على كلّ شخص أن يراعي بادىء ذي بدء مصير الإنسان في بُعده الملموس، وأن يبذل بصبر كلّ جهد ممكن للحؤول دون تحوّل الاختلافات إلى عنف يقضي على البشر والمجتمع”.

ثمّ لفت البابا إلى أنّه على الاختلافات مهما كان نوعها، ألّا تُستغلّ لتوليد النزاعات المؤدّية إلى المآسي، مشيراً إلى أنّ ذلك يتطلّب التزام المسؤولين في البحث عن حلول ملموسة، حتّى خارج المسائل السياسية غير المحلولة، منبّهاً إلى أنّ الأمر يستوجب تبصّراً وشجاعة لمعرفة خير الشعوب، بدون التغاضي عن معاناة الكثر بهدف اتّباع طريق بناء السلام.

وأنهى الحبر الأعظم كلمته بالقول إنّ الكنيسة الكاثوليكية التي وُجدت منذ قرون في جورجيا، والتي تميّزت بالتزامها في تعزيز التطوّر البشريّ، تشاطر شعب جورجيا أفراحه وقلقه، وتنوي تقديم مساهمتها بنموّ المجتمع الجورجي بفضل شهادة التقليد المسيحي الذي يوحّد، جرّاء التزامه لصالح الأكثر فقراً، وعبر الحوار المتجدّد والمتزايد مع الكنيسة الأرثوذكسية الجورجيّة كما الطوائف الدينيّة الأخرى في البلاد. ثمّ ختم قائلاً: “فليبارك الله جورجيا، وليمنحها السلام والازدهار”.

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير