لا شك في أن الإعلام، بجميع وسائله، من القوى الفاعلة التي تتوجّه إلى الأفراد والجماعات، ومن شأنها أن تغذّي مدارك الإنسان وتشبع توقَه إلى الحقيقة، كما باستطاعتها أن تذهب به إلى مناحي الشرور فتهدم قوّة الروح فيه، ما يؤدي إلى خراب المجتمعات وهلاكها. من هنا ضرورة وضع شرعة إعلامية تهدف إلى خير الإعلاميين وسلام المجتمع وسلامته.
1 – لكل إنسان حق بمعرفة الحقيقة، غير أن الحقيقة لا يجوز أن تُعطى لِمَن لم يتأهّل لاستقبالها، فليس كل علم ينفع إنما المحبة هي التي تبني.
2 – كل إعلامي يتحلّى بالعلم والخبرة والأخلاق يخدم المجتمع ويساعد على نموّ الإنسان عقليًا وروحيًا.
3 – إذا ما تزيّن الإعلام بجميع وسائله، بالروح الإنسانية يتجاوب مع آمال البشرية الخيّرة ومع مقاصد الله.
4 – من الضروري أن يعيَ الإعلاميون غاية الإعلام البنّاءة، والتي قد تصبح هدّامة للفرد والمجتمع إذا ما سخّر الإعلامي نفسه للسلطة والمال.
5 – إن حلية الصدق من مستلزمات الإعلامي في نُبلِ تعاطيه مع الإنسان كأخ له في الإنسانية وليس سلعة للإستهلاك.
6 – ليس الإعلام سبّاقًا إلى نشر أمر حصل بل هو تثبّت ممّا حصل ولماذا حصل وكيف حصل، وهل من الخير أن يعرف الناس عامّة ما قد حصل؟
7 – ليس الإعلام تضليلاً ولا ساحًا بيد الهدّامين أو الترهيبيين ولا الترغيبيين، بل هو رسالة سلام وبنيان حضارة المحبة.
8 – ليس الإعلام وسيلة لنشر الشر بجميع وجوهه وأساليبه السلوكية والفكرية، المادية والروحية، العقائدية والإباحية، بل هو وسيلة لدرء الأخطار عن القلب والعقل والجسد، كما عن الأوطان والمجتمعات.
9 – يدرك الإعلاميون أنّهم الأكثر تأثيرًا على الرأي العام، وأنهم قادرون على توجيهه من دون إظهار القوة أو الردع، من هنا مسؤوليتهم في اختيار الأسلم والأفضل والأكثر خيرًا من الأهداف التي نحْوَها يوجّهون المجتمع.
10 – يعرف الإعلاميون أن مَن يتلقّاهم في المجتمع ليسوا من معدن واحد ولا عمرٍ واحد ولا دين واحد ولا ثقافة واحدة، وهذا لا يعني أنهم وحدهم مسؤولون عن النتائج السلبية للإعلام، ولكنهم الأكثر فعلاً والمجتمع أكثر تفاعلاً معهم.
11 – إن كل قوة على الأرض تحاول أن تسخّر الإعلام لنشر مبادئها وتطبّق إرادتها، ولكنها في الوقت عينه تستقوي بالإعلام إذا ما تسخّر لها، من هنا ضرورة وَعي الإعلامي لحقيقة وهي: لا يستطيع الشر أن يستفحل إلا إذا سكت أهل الخير.
12 – أما الحرية فلا تُقاس بخيارات طالبها ولا بأحقيتها، بل بارتباطها بالحقيقة والعدالة والخير العام، وإلا انقلبت إلى فوضى وشكّلت خطرًا على طالبها وعلى الآخرين.
13 – كرامة الناس واحترام سرّيتهم وخصوصيتهم واجبٌ مقدّس، من هنا ضرورة التوقّف والتأمل قبل إقدام الإعلامي على المتاجرة بالفضائح واعتبار نشرها سبقًا صحفيًا، وليَعُدْ إلى القول، مَنْ منكم بلا خطيئة فليرجُم الزانية بحجر.
14 – مراعاة الذوق الإنساني ضرورة وواجب، لذا لا يجوز استسهال نشر الصور والمشاهد المُخيفة من الجرائم أو المبتذلة أو تلك التي لا تراعي الذوق الحسّاس، واستبدال الصورة بالكلام المُلطّف.