CTV

البابا يقترح "أبوابًا" ليسكن عزاء الرب في حياتنا على الدوام!

محتفلاً بالقداس الإلهي في استاد ميكائيل مسخي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

احتفل البابا فرنسيس اليوم في القداس الإلهي في استاد ميكائيل مسخي في إطار زيارته إلى جورجيا وأذربيجان وللمناسبة ننقل إليكم أبرز ما أتى في عظته:

“من بين الكنوز الكثيرة التي يتميّز بها هذا البلد تكمن القيمة العظيمة للنساء مثلما كتبت القديسة تريزيا الطفل يسوع التي نحيي تذكارها اليوم. هنا في جورجيا، يوجد الكثير من الجدات والأمهات اللواتي يتابعن في الحفاظ على الإيمان ونقله الى الأجيال الجديدة بالرغم من كل المشاكل والتحديات والجفاف الروحي الذي يحيط بهذه البلاد. إننا نسأل شفاعة القديسة تريزيا الطفل يسوع لهذه البلاد مع كل القديسين الذين خرجوا من هذه الأرض المباركة.

وتابع ليقول مستذكرًا مقطعًا من سفر النبي أشعيا: “إنّ هذا يساعدنا على فهم جمال مل ما يقوله لنا الرب اليوم في القراءة الأولى: “كإنسان تعزّيه أمه هكذا أعزّيكم أنا” (أش 66: 13). كما تحمل الأم أعباء أولادها وتعبهم هكذا يتكفّل الله بخطايانا وقلقنا. إنه يعرفنا ويحبّنا إلى المنتهى وهو حسّاس على صلاتنا ويعلم أن يمسح دموعنا. في كلّ مرة ينظر فيها إلينا يتأثّر ويلين بحب أمومي لأننا وبالرغم من كل الأذى الذي نقدر أن نقوم به نبقى أولاده؛ يحبّ أن يأخذنا بذراعيه ويحمينا ويحرّرنا من المخاطر والأذى. لندع صدى كلماته ترنّ في قلوبنا فاليوم يقول لنا: “كإنسان تعزّيه أمه أنا أعزّيكم”.

إنّ العزاء الذي نحتاج إليه في خضمّ الأحداث الصعبة التي تعتري حياتنا يكمن حضور الله في قلبنا لأنّ حضوره فينا هو مصدر التعزية الحقيقية التي تستمرّ وتحرر من كل شرّ وتحمل السلام وتنمّي الفرح. لذلك، إن أردنا أن نعيش كأناس معزَّين علينا أن نفسح المجال للرب ليتدخّل في حياتنا. وحتى يستطيع الرب أن يسكن بشكل دائم فينا يجب أن نفتح له الباب وأن لا ندعه خارجًا. يجب أن نفتح أبواب العزاء على الدوام لأنّ يسوع يحبّ أن يدخل من خلالها: من خلال قراءة الإنجيل كل يوم وحمله معنا دائمًا، الصلاة الصامتة والسجود، الاعتراف، الإفخارستيا. من خلال هذه الأبواب يمكن للرب أن يدخل ويضفي نكهة خاصة على الأمور. إنما عندما يكون الباب موصدًا يعجز النور عن الولوج ونبقى في الظلمة. ثم نعتاد على التشاؤم وعلى الأمور التي لا تجري على ما يرام والحقائق التي لا تتبدّل أبدًا. وفي نهاية المطاف، نصبح أسرى الحزن والقلق منغلقين على ذواتنا. إنما لو استطعنا كلنا أن نشرّع أبوابنا للتعزية، يخترقنا نور الرب!”

وأضاف البابا: “إنما الرب لا يعزّينا فحسب في القلب بل هو في الواقع يقول على لسان النبي أشعيا: “وفي أورشليم تُعزَّون!” (أش 66: 13) في أورشليم أي في مدينة الله، في الجماعة: عندما نكون متّحدين، فعندما تتحقق الوحدة في ما بيننا يعمل عزاء الله فينا. في الكنيسة نجد التعزية فهي بيت التعزية: هناك يرغب الله أن يعزّي. يمكننا أن نسأل أنفسنا: أنا من ينتمي إلى الكنيسة، هل أحمل عزاء الله؟ هل أعلم كيف أستقبل الآخر كضيف وأعزّي من أراه متعبًا وخائبًا؟ المسيحي هو دائمًا مدعوّ إلى نشر الرجاء الساكن فيه وإلى تشجيع المحبَط وحمل نور يسوع وحرارة حضوره وعزاء غفرانه حتى عندما يمرّ بالمصائب والانغلاق. يوجد العديد من الناس الذين يتألّمون ويعانون من التجارب والظلم ويعيشون في القلق. إنهم بحاجة إلى مسحة القلب، إلى هذا العزاء الذي لا يزيل المشاكل إنما يمنح قوّة المحبة التي تعرف أن تحمل الألم في السلام. تلقيه وإعطاء عطاء الله: هذه هي مهمّة الكنيسة الملحّة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير