التقى البابا عند الساعة الثالثة والنصف بالكهنة والرهبان والراهبات والإكليريكيين في كنيسة سيدة الانتقال في تبليسي وكان له خطاب تحدث فيه البابا إلى الحاضرين مجيبًا على الأسئلة التي طرحها عليه الكهنة والمكرسون.
وأخبر عن لقاء له مع سيدة عجوز تبلغ من العمر نحو 80 سنة كان يظهر عليها كِبر السن. فالعجوز كانت تلوح مترجية أن يقترب منها البابا. وشعر البابا برغبة أن يذهب إلى لقائها. وقالت المرأة للبابا: “أنا أرمنية، ولكني أعيش في جورجيا وقد أتيت من جورجيا (وبالتالي سافرت نحو 8 ساعات للقاء البابا). ومن ثمّ، في اليوم التالي، على مسافة نحو ساعتين سفر، وجد المرأة عينها، فسألها البابا: لقد أتيت إلى هنا أيضًا. فقالت له: نعم، الإيمان يدفعني.
وتحدث البابا عندها عن أن نكون ثابتين في الإيمان، اقتداءً بشهادة هذه المرأة. مرأة آمنت بأن المسيح ترك بطرس على الأرض وهي أرادت أن ترى بطرس. الثبات في الإيمان يعني أن نتلقى الإيمان، نحافظ عليه وننقله للآخرين.
الثبات في الإيمان
الثبات في الإيمان يعني ألا ننسى ما تعلمناه، بل أن نحافظ عليه ونجعله ينمي وننقله إلى أبنائنا.
ولهذا أعطيت في كراكوفيا رسالة خاصة إلى الشباب وهي أن يحاوروا الأجداد. الأجداد نقلوا لك الإيمان.
بولس الرسول يحث تيموثاوس على الثبات في الإيمان الذي تلقاه من أمه ومن جدته.
إن شجرة بلا جذور لا تنمي، وكذلك إيمان بل أم وجدة لا ينمي. وبالشكل عينه الإيمان الذي لا أنقله للآخرين، لأولادي وأحفادي، لا ينمي.
ومدح البابا من جديد إيمان وصلابة المرأة العجوز التي هي صورة لإيمان هذا الشعب الذي يعيش متشبثًا بإيمانه.
وتحدث عن الدعوة فقال أن الثبات ينبع من الترسخ في ذكرى اللقاء الأول بالرب ونصح البابا جميع المكرسين ألا يتراجعوا أمام المصاعب. وإذا شاؤوا النظر إلى الوراء، فليكن للرجوع إلى تلك اللحظة، اللحظة الأولى، لحظة اللقاء.
الزواج
ثم انتقل إلى موضوع آخر، موضوع الزواج فقال أن “الزواج هو أجمل ما خلقه الله” واستشهد بالكتاب المقدس القائل في سفر التكوين أن الله خلق الإنسان ذكرًا وأنثى. وتحدث إلى شابة اسمها إيرينا طرحت عليه السؤال حول مصاعب الزواج. فسأل البابا الشابة: هل تعرفين من يدفع ثمن الطلاق؟ يدفع الثمن الزوجان، يدفع الثمن الله الذي خُلق الرجل والمرأة على صورته، ويدفع الثمن الأطفال. ولا يمكنكم أن تتصوروا الألم الذي يعانيه الأطفال لدى انفصال والديهم.
هل طبيعي أن يكون هناك جدل في العائلة؟ طبعًا. افعلوا ما شئتم وتجادلوا بقدر ما تشاؤون ولكن لا تجعلوا الشمس تغيب على غضبكم وزعلكم.
وعندما يكون هناك تجارب في الزواج اطلبوا المساعدة فورًا إلى جماعتكم.
ثم قال: هناك ثلاث كلمات جوهرين في الزواج. فأنا أسأل الأزواج: هل تحبون بعضكم؟ – وهل تعرفون أن تقولوا “شكرًا” لأمر جيدة يفعله لكم الآخر؟ هل تعرفون أن تعتذروا من الآخر؟ هل تعرفون أن تطلبوا رأي الآخر في الأمور التي نفعلها؟ الكلمات الثلاثة هي شكرًا، عذرا، بالإذن.
نظرية الجندر
وتحدث البابا عن تجربة كبيرة تتعرض للزواج وتريد تدميره. لا يتم التدمير بالأسلحة بل بالأفكار. هناك حرب إيديولوجية ضد الزواج ويجب أن نسعى لكي نواجه هذه الهجمات بحب وصبر كبيرين.
Copyright - L'Osservatore Romano
العزاء الذي نحتاج إليه في وسط تقلّبات الحياة، هو تحديدًا حضور الله في القلب
لقاء البابا بالمكرسين خلال زيارته لجورجيا