على متن الطائرة التي أعادته من أذربيجان بعد زيارته الرسولية، عقد البابا فرنسيس مؤتمراً صحفياً أجاب خلاله عن أسئلة الصحافيين، متطرّقاً إلى مواضيع مختلفة. وكنّا قد بدأنا بعرض المعلومات التي تمّ التداول بها في مقال سابق، وإليكم التتمّة، بناء على ما ورد في مقال نشره موقع catholicnewsagency.com الإلكتروني.
سأل أحد الكرادلة البابا متى سيعيّن كرادلة جدداً، وسأله أيضاً عن المعايير التي يضعها لتعيينهم. فأجاب الحبر الأعظم أنّ المعايير هي نفسها كما في الكونسيستوارين الماضيين. ثمّ أضاف أنّه ما زال يدرس الأسماء، وأنّه سيكون هناك 3 كرادلة من قارّة واثنين من أخرى، أو واحداً من مكان آخر، مشيراً إلى أنّ اللائحة طويلة وأنّ هناك فقط 13 مركزاً، ومؤكّداً أنّه يرغب في تمثيل القارّات الخمس إن أمكن. أمّا عن التاريخ فقال إنّ التسميات ستجري في نهاية السنة أو بداية السنة المقبلة.
من ناحية أخرى، وعن لقائه بضحايا الهزّة الأرضيّة التي ضربت إيطاليا مؤخّراً، قال الأب الأقدس إنّه تمّ اقتراح 3 تواريخ عليه، بانتظار أن يحدّد خياره، مشيراً إلى أنّه سيفعل ذلك لوحده ليشعر بقُربه من الناس.
وفي سياق الرحلات الرسوليّة القادمة، أكّد البابا أنّه سيزور البرتغال، وتحديداً فاطيما فقط، بسبب التزاماته باحتفالات السنة المقدّسة. ثمّ قال الأب الأقدس إنّه ينوي أن يزور الهند وبنغلادش. أمّا عن القارّة الأفريقية، فقال إنّ البلد لم يُحدّد بعد، بما أنّ القرار سيعتمد على الأحوال الجوية والوضع السياسي. وعن القارّة الأميركية، قال الحبر الأعظم إنّه سيذهب لزيارتها لدى صدور عمليّة السلام، أي عندما يكون العالم برمّته متّفقاً.
وتعقيباً على ذلك، سأله صحافي لما لا يذكر الصين ضمن رحلاته، فما كان من البابا إلّا أن قال: “تعرفون قصّة الصين والكنيسة. نحن نتشاطر علاقات جيّدة، وهناك لجان تعمل على الموضوع، بالإضافة إلى رهبان وراهبات يعملون”، مشيراً إلى أنّ العجلة لا تنفع في هذا المجال.
أمّا عن تطويب الأب هاميل فقد قال الأب الأقدس إنّه سيجري دراسة مع الكاردينال أماتو لإعطاء الجواب النهائي.
من ناحية أخرى، ومع اقتراب منح جائزة نوبل للسلام في 7 تشرين الأول، سُئل البابا عن مرشّحه المفضّل، وعن المنظّمات التي تستحقّ الجائزة نظراً إلى الجهود التي تبذلها. وقد أجاب الحبر الأعظم أنّ هناك العديد من صانعي السلام، وأنّ الاختيار فيما بينهم بغاية الصعوبة، متمنّياً أن يتمّ ذكر الأولاد والمعوّقين ومن ماتوا تحت القنابل، لأنّه على البشريّة أن تذكر ضحايا الحرب.
كما وسُئل البابا عن نصيحته لمؤمني الولايات المتّحدة الأميركية على أبواب الانتخابات. فقال الأخير إنّ الشعب هو من يقرّر، مشيراً إلى أنّه على الجميع أن يدرسوا الاقتراحات جيّداً، وأن يصلّوا ثمّ أن يذهبوا للاقتراع.
أمّا السؤال اللافت فعاد لصحافيّة قالت: “ترك البابا يوحنا بولس الثاني وصيّة قضت بحرق وثائقه ورسائله بعد موته، إلّا أنّها أصبحت كتاباً، وهذا يعني أنّ وصيّة أحد البابوات لم تُحترم. فما رأيك؟”
“من لم يحترم الوصيّة هو المذنب، أنا لا أعرف ما حصل بالضبط. لكن من الممكن أيضاً أن تكون هناك نسخ أخرى في مكان آخر لم يكن البابا الراحل يعرف بها… لكن من حقّ كلّ إنسان أن يحصل ما طلبه في وصيّته”.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي، بقيت الكلمة لمدير دار الصحافة غريغ بوركي، الذي عبّر عن إعجابه بجواب البابا القائل إنّ رحلاته الرسوليّة الصغيرة (في بلدان لا تضمّ الكثير من الكاثوليك) ليست مضيعة للوقت. فأجاب البابا أنّه لا يجب نسيان أنّ هناك رؤساء يزورون الفاتيكان ويدعون الحبر الأعظم لردّ الواجب، وهذا ما يفعله، بدون أن يكون يهمل الأقلّية الكاثوليكية الموجودة في بلد معيّن، والرؤية الشاملة لجميع الملفّات التي يجب معالجتها.
ثمّ ختم البابا المؤتمر متمنّياً لجميع من على متن الطائرة عشاء هنيئاً، وطالباً إليهم الصلاة على نيّته.