بينما يعود البابا إلى روما بعد زيارة رسولية دامت ثلاثة أيام في القوقاز وهي الزيارة السادسة عشرة في حبريته، ها هي التعليقات الإيجابية وتقطف الجماعات الكاثوليكية الثمار في البلاد. لقد حملت الزيارة إلى جورجيا وأذربيجان شعار الحوار والمصالحة. إنّها أوّليّة بالنسبة إلى الأب الأقدس أن يزور “أطراف” العالم لذلك توجّه لملاقاة جماعتين كاثوليكيتين صغيرتين. في أذربيجان مثلاً، لا يوجد سوى 570 مؤمنًا “وهو قطيع صغير جدًا إنما ثمين في عينيّ الله”. وكان قد تحدّث البابا عن السلام والوحدة وأهمية ثقافة اللقاء في العالم “المتعطّش إلى الرحمة” في خلال الأيام الثلاثة الفائتة.
لقد انطبعت هذه الزيارة بلفتات عديدة وقوية مثل زيارة البابا إلى جامع باكو واللقاء الأخوي الذي جمعه ببطريرك الأرثوذكس لسائر جورجيا أو حتى التبادل العفوي مع المؤمنين الكاثوليك في كاتدرائية القديس مريم سيدة الصعود في تبيليسي. إنّ الأب بيار ديمولان الذي أنشأ الجامعة الكاثوليكية في تبيليسي ورافق البابا في محطات الزيارة علّق على الفرح الذي اعترى الكاثوليك من “أطراف” القوقاز.
وأما الأب أندريا ماجيفسكي مدير برامج إذاعة الفاتيكان والذي كان يرافق الأب الأقدس في خلال الزيارة، فقال في مقابلة أجراها معه الصحافيون الإيطاليون في إذاعة الفاتيكان: “بالنسبة إلى الجماعات الكاثوليكية، إنّ هذه الزيارة إلى جورجيا وأذربيجان تشبه الزيارة إلى أرمينيا قد أثلجت صدورهم. إنّ الكاثوليك الذين يعيشون يوميًا في جوّ ثقافي مختلف يشعرون بالقوة والتحفيز والتقدير إنسانيًا عند مجيء البابا لتفقّد أحوالهم. إنّ كلمة بسيطة قالها البابا في ختام القداس في باكو أنعشت نفوسهم: “تشجّعوا، سيروا نحو الأمام!”